الديوان » العصر الاموي » كثير عزة » أمن طلل أقوى من الحي ماثله

عدد الابيات : 18

طباعة

أَمِن طَلَلٍ أَقوى مِنَ الحَيِّ ماثِلُه

تُهَيِّجُ أَحزانَ الطَروبِ مَنازِلُه

بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن رَسمِ دِمنَةٍ

أَضَرَّ بِهِ جَودُ الشَمالِ وَوابِلُه

سَقى الرَبعَ مِن سَلمى بِنَعفِ رُواوَةٍ

إِلى القَهبِ أَجوادُ السَمِيِّ وَوابِلُه

وَإِن كانَ لا سُعدى أَطالَت سُكونَهُ

وَلا أَهلُ سُعدى آخِرَ الدَهرِ نازِلُه

وَإِنّي لَأَرضى مِن نَوالِكِ بِالَّذي

لَو أَبصَرَهُ الواشي لَقَرَّت بَلابِلُه

بَلا وَبِأَن لا أَستَطيعَ وَبِالمُنى

وَبِالوَعدِ وَالتَسويفِ قَد مَلَّ آمِلُه

وَحُبُّكِ يُنسيني مِنَ الشَيءِ في يَدي

وَيُذهِلُني عَن كُلِّ شَيءٍ أُزاوِلُه

سَيَهلِكُ في الدُنيا شفيقٌ عَلَيكُمُ

إِذا غالَهُ مِن حادِثِ الدَهرِ غائِلُه

وَيُخفي لَكُم حُبّاً شَديداً وَرَهبَةً

وَلِلناسِ أَشغالٌ وَحُبُّكِ شاغِلُه

كَريمٌ يُميتُ السِرِّ حَتّى كَأَنَّهُ

إِذا اِستَبحَثوهُ عَن حَديثِكِ جاهِلُه

يَوَدُّ بِأَن يُمسي سَقيماً لَعَلَّها

إِذا سَمِعَت عَنهُ بِشَكوى تُراسِلُه

وَيَرتاحُ لِلمَعروفِ في طَلَبِ العُلى

لِتُحمَدَ يَوماً عِندَ لَيلى شَمائِلُه

وَعى سِرَّكُم في مُضمَرِ القَلبِ وَالحَشا

شَفيقٌ عَلَيكُم لا تُخافُ غَوائِلُه

وَأَكتُمُ نَفسي بَعضَ سِرّي تَكَرُّماً

إِذا ما أَضاعَ السِرَّ في الناسِ حامِلُه

فلو كنتُ في كَبلٍ وَبُحتُ بِلَوعَتي

إِلَيهِ لَأَنَّت رَحمَةً لي سَلاسِلُه

وَلَو أَكَلَت مِن نَبتِ عَيني بَهيمَةٌ

لَهَيَّجَ مِنها رَحمَةً حينَ تَأكُلُه

وَيُدرِكُ غَيري عِندَ غَيرِكِ حَظَّهُ

بِشِعري وَيُعييني بِه ما أُحاوِلُه

فَلا هانَتِ الأَشعارُ بِعدي وَبَعدَكُم

مُحِبّاً وَماتَ الشِعرُ بَعدي وَقائِلُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن كثير عزة

avatar

كثير عزة حساب موثق

العصر الاموي

poet-Kuthayyir@

134

قصيدة

8

الاقتباسات

497

متابعين

كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر. شاعر، متيم مشهور. من أهل المدينة. أكثر إقامته بمصر. وفد على عبد الملك بن مروان، فازدرى منظره، ولما عرف ...

المزيد عن كثير عزة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة