الديوان » العصر العثماني » جميل صدقي الزهاوي » في الغرب حيث كلا الجنسين يشتغل

عدد الابيات : 40

طباعة

في الغرب حيث كلا الجنسين يشتغل

لا يفضل المرأة المقدامة الرجل

كلا القرينين معتز بصاحبه

عليه ان نال منه العجز يتكل

وكل جنس له نقص بمفرده

اما الحياة فبالجنسين تكتمل

بيت نظيف واولاد قد ازدهروا

كأنهم زهر في الروض تنتقل

والبيت فيه نظام حين تبصره

وانه لنظام ما به خلل

تبقى المودة حتى الموت بينهما

فما هنالك شنآن ولا ملل

وانما غاية الزوجين واحدة

وان تعددت الاسباب والسبل

وقد يطلقها او قد تطلقه

اذا قضى بالطلاق الكره والملل

اما العراق ففيه الامر مختلف

فقد المّ بنصف الامة الشلل

ومن تزوج لا عن خبرة سبقت

فانما خطبه في داره جلل

وقد يعالج هما لا يزايله

حتى يموت وجرحا ليس يندمل

وقد يطلقها في حانة ثملا

وليس تدري لماذا طلق الثمل

في البيت بعد وفاق في الهوى دعة

وفيه بعد خلاف في الهوى جدل

اعزز فتاتك واخطب عن معاشرة

بريئة ولامّ الناقد الهبل

كم قد تزوج ذو الستين يافعة

والشيب في رأسه كالنار يشتعل

يقضى لبانته منها الى اجل

وقد يكون قصيرا ذلك الاجل

ولا يبالي بحبل الود بعدئذ

أكان متصلاً ام ليس يتصل

تزوجت وهي لا تدري لشقوتها

أزوجها احد الغيلان ام رجل

يسبها لا لذنب ثم يركلها

بالرجل منه مهينا وهي تحتمل

وبعد ذلك يعدو كالنعام الى

اصحابه وهو مما جاءه جذل

يروي لهم كيف ابكاها وآلمها

كأنه في ميادين الوغى بطل

ولم تكن اربع يشبعن نهمته

والذئب يشبعه من جوعه حمل

لا تحسبن كل من قد سار مهتديا

وكل من كان معوجا سيعتدل

القوم ان واجهوا اعداءهم جبنوا

والقوم ان قابلوا ازواجهم بسلوا

الى السماء العيون النجل شاخصة

ماذا ترى في السماء الاعين النجل

وددت من كل قلبي غير مختشع

لو عاد يوما على اعقابه الازل

فاسأل اللَه تقديرا يغير ما

قضاه قبلا فلا ظلم ولا دخل

جاؤوا قبيحا وسبوا من يعارضهم

فيه الا بئس ما قالوا وما فعلوا

تلك الشتائم في الاعراض جارحة

للنفس اكثر مما تجرح الاسل

الغرب والشرق طول الدهر بينهما

تنازع عجزت عن حسمها الحيل

بين الشقيقين من اجل البقاء وغى

ليت الصداقة عن هذي الوغى بدل

والفرق بينهما في كل ناحية

باد اذا نظرت تستشرف المقل

ولا تكافوء فيما شب بينهما

هذا يفوز وهذا كله فشل

هذا على نفسه تلقاه معتمدا

يسعى وهذا على الاقدار يتكل

هذا له من نشاط ما يقدمه

وذا يؤخره عن غايه الكسل

تبقى الحياة على الارزاء طيبة

ما دامت النفس بالآمال تتصل

لو كنت اشهر بعض العز في وطني

ما كنت عن وطني المحبوب ارتحل

ماذا يثبط في بغداد معتزمي

وليس لي ناقة فيها ولا جمل

ليلى الحقيقة في حلي ومرتحلي

هي الخيال هي السلوى هي الامل

ما في هواي لليلى من مصانعة

أليس تأمرني ليلى وامتثل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل صدقي الزهاوي

avatar

جميل صدقي الزهاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-jamil-sidqi-al-zahawi@

373

قصيدة

2

الاقتباسات

119

متابعين

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن المنلا أحمد بابان، الزهاوي. شاعر، ينحو منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر. مولده ووفاته ببغداد. كان أبوه مفتيها. وبيته بيت ...

المزيد عن جميل صدقي الزهاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة