الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » وسائلة لتعرف ما عراني

عدد الابيات : 44

طباعة

وسائلةٍ لتعرفَ ما عَراني

وما جرّتْ إليَّ يَدا زماني

فَقلتُ لَها لو اِستمليتِ ما بي

لأَملتهُ عليكِ غُروبُ شاني

تعمّدني زماناً ريبُ دهري

فلمّا أنْ تعمّدني رماني

ولِي مُتَزَحْزَحٌ عنه لو اِنّي

أراهُ بناظِريَّ كما يراني

أقود إلى المقابرِ كلَّ يومٍ

على رغمي خبيئاً في جَناني

وأُودِعُهُ على أنّي شفيقٌ

عليه كلَّ غبراءِ المَحاني

مُطَمِّسَةٍ يضلّ المرءُ فيها

ضَلالَ العَصْفِ خرّ من الفِنانِ

مُعَرَّسُ كلِّ مملوكٍ ومَلْكٍ

ومُضطَجَعُ المكرَّمِ والمُهانِ

وفارقني بداهيةِ اللّيالي

حبيبٌ ما سلَوْتُ ولا سَلاني

فأُصبح فيه مجتمع الأماني

وأُمسي حَيث لا تأتي الأماني

وقالوا قد مَرَنْتَ على الرّزايا

فقلتُ لهمْ وما يُغنِي مِراني

وفي الأيّامِ مُطْرِقةٌ صَموتٌ

تَقمّصُ بالشّجاعِ وبالجبانِ

فهَبْها لم تكن جَذَمَتْ يميني

ألَيِستْ بالّتي أوْهَتْ بَناني

وهَبْها لم تكن صدعتْ قَناتي

أَليست بالّتي ثملتْ سِناني

أَلا مَن عاذرِي من جار سوءٍ

إذا لم آتِهِ هَرَباً أَتاني

مُعانٍ في الّذي يَبغيهِ منّي

وإنْ أَرْبى ومدلولٍ مكاني

له أَيْدٍ بما أَجنِي عليه

وما لي بِالّذي يجني يدانِ

أقدّرُه المُسالِمَ وهو حَرْبٌ

وأحسبُهُ بعيداً وهو دانِ

وتعدوني صوائبُهُ لغيري

وما أعدى حميمي ما عداني

فيا ليتَ الّذي أقلاهُ منه

وأجفوه قلاني أوْ جَفاني

تأمّلْ أنتَ أدرَى اليومَ منّي

أَصَرْفٌ ما سقاني السّاقيانِ

وهلْ غنّى لِيَ العَصْرانِ فيمنْ

هويتُ بما سمعتُ ليُطرباني

وهلْ أحسستَ يا حادِي المطايا

عشيّةَ فارقوني باِفتِتاني

عشيّةَ قلّص المحبوبُ عنّي

وقام بما كرهتُ النّاعيانِ

وقد أرعيتُ نطقي منك سمعاً

فهل أنكرتَ شيئاً من بياني

فإنّي مَن ينال الخطبُ منه

فيأنف أنْ يفوه به لساني

وغيرُ الذَّوْدِ مُلِّكَ بعد خمسٍ

جِمامَ الماءِ قُعْقِعَ بالشِّنانِ

وصبراً بالّتي لا أتّقيها

بضَرْبي في الكريهةِ أوْ طِعاني

ومن طَمَعٍ أُخادع مِنْ يقينِي

على عَمْدٍ وأُكذِبُ من عِياني

وأُضحِي في بني الدّنيا مقيماً

وفي أيدي نوائبها عناني

تلاعبُ بي الحوادثُ كلَّ يومٍ

وتُقْرِئنِي أساطيرَ الزّمانِ

وبالزَّوْراءِ أحداثٌ بَناها

على الإعظامِ والإكرامِ بانِ

عَلَون تُقىً على شُرُفاتِ رَضْوى

وطُلْن عُلاً على هَضْبَيْ أَبانِ

وهنّ على العراقِ لمن يراها

وأفنِيةُ الإلهِ لها مَغانِ

فكم سَبَبٍ لهنّ إلى العطايا

وكم بابٍ لهنّ إلى الجِنانِ

وللأقوامِ تَطْوافٌ عليها

طوافَهمُ على الرّكنِ اليَماني

قبورٌ للأجادِلِ من قريشٍ

ذوي السُّوراتِ تُتْلى والمَثاني

من النّفرِ الأُلى جمعوا المعالي

وحازوا في العُلا قَصَبَ الرِّهانِ

أُناسٌ لا يبالون المنايا

ونارُ الحربِ ساطعةُ الدُّخانِ

وتلقاهمْ بحربٍ أَوْ بجَدْبٍ

مطاعيناً مطاعيمَ الجِفانِ

فحُطّا صاحِبَيَّ بهمْ رِحالي

قُبَيْلَ نزولِ أمرٍ ترقُبانِ

أُقِمْ في ظلّهمْ ما دمتُ حيّاً

ويُدركني بعَقْوَتهمْ أواني

لَعلّي أَن أُجاورهمْ صريعاً

فآخذ من شفاعتهمْ أماني

فقد قضّيتُ بالهفواتِ عمري

ونلتُ من الخطايا ما كفاني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

79

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة