الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » أبت زفرات الحب إلا تصعدا

عدد الابيات : 25

طباعة

أَبَتْ زَفراتُ الحبِّ إلّا تصعُّدا

وَيَأبى لَهيبُ الوجْدِ إِلّا تَوقُّدا

ولم أرَ مِنْ بعد الّذين تشرّدوا

لأعيُننا إلّا رُقاداً مشرّدا

تَذكّرتُ بِالغَوْرين نجداً ضلالةً

وَمِن أَين ذكرى غائر الدّار مُنجدا

مضى البينُ عنّا بالحياة وطيبِها

فلم يبق بعد البين شيءُ سوى الرّدى

فقلْ للّذي ينوِي الفراقِ وعندَه

بأنّي مطيقٌ في الفراق التجلّدا

وَعَدْتَ ببينٍ يسلبُ العيشَ طيبَه

فَما كانَ ذاكَ الوعدُ إلّا تَوعّدا

وَما كانَ عِندي أَن يُفرَّق شملُنا

ويبعُدُ عن داري العميدُ تعمّدا

وما سرّني أنْ سرتَ عنّي وأنّني

مُقيمٌ بأرضِي أو تغيبَ وأشهدا

سَيَرحَمُني مَن كانَ بالأمسِ حاسدِي

وما عادَلَ المرحومُ فيك المُحسَّدا

وأبقى وحيداً بعد أنْ كنتُ ثانياً

ومَنْ ذا بُعَيْدَ الأُنسِ يرضى التوحّدا

وَما زِلتُ دَهراً بالتفرّقِ قانعاً

فَما زِلتَ بي حتّى كرهتُ التفرّدا

هَززتُك سيفاً ما اِنثَنى عَن ضَريبةٍ

مضاءً كما أنّي نَقدتُك عَسجدا

وَكان الّذي بَيني وَبينك كلّهُ

وداداً وفي كلِّ الرّجالِ تودُّدا

فإنْ لم يكن سِنْخٌ يؤلّفُ بيننا

فقد ألّفَتْ فينا المودّةُ محتِدا

وَمَنْ قرّبته دارُ وُدٍّ مُصَحّحٍ

إليَّ فلا كان المقرّبُ مولِدا

وما كنتُ أخشى أنّني فيك أبتلِي

وتخرجُ عن كفّيَّ منك المهنّدا

وَأُسقى بكَ العذبَ النّميرَ وينثني

فراقُك يسقيني الأُجاجَ المصرّدا

ولو لم تَرُحْ عنّي لما كنتُ بالّذِي

أُبالِي بناءٍ راح عنِّيَ أو غدا

وَقَد زادَني منكَ النّظامُ كأنّه

رياضٌ بأعلى الحَزْنِ جاد لها النّدى

وقلّدني مَنّاً وما كنتُ قبلَه

وجَدِّك ما بين الرّجالِ مُقَلّدا

ولو أنَّنِي أنشدتُه نَغَماً به

مع الصّبحِ أطربتُ الحَمامَ المغرِّدا

كأنِّيَ لمّا أنْ كرعتُ زلاله

كَرِعتُ زلالاً من سحابٍ على صَدى

فَخُذه كَما شاءَ الودادُ وشئتَه

نظاماً على مرّ الزّمانِ منضّدا

هو الماء طوراً رقّةً وسلاسةً

وإنْ شئتَ طوراً قوّةً كان جَلْمَدا

ولمّا دعوتَ القولَ منِّي سمعته

وكان لمنْ يبغيه نَسْراً وفَرقدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة