الديوان » العصر المملوكي » الشريف المرتضى » قل للذي راح بعز واغتدى

عدد الابيات : 30

طباعة

قُل للّذي راحَ بِعزٍّ وَاِغتَدى

يسحبُ منه مِطْرَفاً مورّدا

صنيعَ مَنْ يطمعُ أنْ يُخلَّدا

جمعتَ ما لا بدّ أنْ يُبدّدا

إنْ لم يزُلْ في يومِهِ زال غدا

يا جامعاً لغيره مُحتشِدا

نَضَدتَ مالاً هل نَضَدتَ أمَدا

سيّانِ مَنْ سار يجرّ العَدَدا

ومن يَظِلّ واحداً مُنفردا

كلاهما مفارقٌ ما وَجدا

وَصائِرٌ ما يَقتَنيهِ قِددا

وإنْ أتاه حَتفُه لا يُفتَدى

هيهاتَ ما أغفلنا عن الهُدى

وأوضحَ الحقَّ لنا لو قُصدا

كم نركبُ الوَعْرَ ونفرِي الجدَدَا

ونأخذُ الغيَّ ونُلْقِي الرَّشَدا

وَكَم يَرى الراؤُون فينا الأَوَدا

قد آن في زهيدنا أنْ نزهدا

وبعد جورٍ قد مضى أنْ نقصِدا

وأنْ نُرى عن الدّنايا حُيَّدا

صَبراً عن الوِرْدِ وإنْ طال الصّدى

إنْ فاتنِي العِدُّ أبيتُ الثَّمَدَا

ولستُ أرضى بالهِجانِ النَّقَدا

أما ترى زمانَنا ما أنكدا

كأنّنا إذا سألناه الجِدا

نُرْحِلُ منه بازلاً مُقيّدا

أو نجتلِي الشّمسَ بعينَيْ أرْمَدا

أو نمترِي النّارَ بزندٍ أصلَدا

وصاحبٍ أيقظنِي ورَقَدا

ورام أنْ يصلحنِي فأفسدا

يحسُدنِي ولا أرى أن أُحسدا

بات يُلاحينِي على بذلِ النّدا

فقلتُ لمّا لامنِي وفنّدا

مصوِّباً وتارةً مُصعّدا

أليس عدلاً بالغنى أنْ أُحَمدا

بِتْنا بذاتِ العَلَمين سُهَّدا

نرقُبُ في ليلٍ طويلٍ أسودا

كأنّما ذرَّ علينا الإِثْمِدا

أو كان بالطّولِ لِزاماً سَرْمدا

فجراً كمصقولِ الغِرارِ جُرِّدا

كأنّما الأُفقُ به إذا بدا

حالَ لُجيناً لونُهُ وعَسجدا

وإنّما ننشد أوْتارَ العِدى

بكلِّ عُريانِ العِذارِ أَمْرَدا

ذِي هِمّةٍ لم تَرمِ إلّا صُعُدا

إِذا اِحتذى بالحمدِ يوماً وَاِرتَدى

وَمَدَّ بِالبيضِ أوِ السُّمرِ يدا

لَم يَدنُ من حَيزومِهِ خوفُ الرّدى

أَسؤدداً ولا أرومُ سؤدُدا

وما قضيتُ في الأعادِي موعِدا

ولَم أرِمْ طولَ الحياةِ البلَدا

مُجتمعاً أَحسَبُ هِمّاً صَرِدا

مُزَمَّلاً بكلِّ وتْرٍ مُكْمَدا

موطِّئاً للمُثقِلاتِ الكَتَدا

مَنْ شاء أنْ يعدُوَ في ما لِي عدا

نَهْضاً فقد أَمكن ألّا تقعُدا

وَاِستلَّ للفرصةِ نَصْلاً مُغمَدا

ورِدْ حياضَ العزِّ فيمن وردا

فَمن بغى المجدَ بجِدٍّ أُيِّدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشريف المرتضى

avatar

الشريف المرتضى حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Sharif-al-Murtaza@

588

قصيدة

4

الاقتباسات

80

متابعين

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم، من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب. نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر. يقول بالاعتزال. ...

المزيد عن الشريف المرتضى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة