الديوان » العصر المملوكي » تميم الفاطمي » خليلي قد ولى الظلام وهملجا

عدد الابيات : 21

طباعة

خليليّ قد ولَّى الظلامُ وهَمْلَجا

وقد كاد وجهُ الصُّبح أن يتبلّجا

فقوما إلى ساقِيكما فاهتِفا به

ولا تَفْتحا باباً من الهمِّ مُرْتَجا

ودونكماها قهوةً بابليّةً

إذا ما فصيح عبّ فيها تلجلجا

على نرجس غَض يُلاحظ سَوْسناً

آسٍ ربِيعيّ يُناجي بَنَفْسَجا

وقاذفةٍ بالماء في وَسْط بِركةٍ

قد التحفتْ وَحفاً من الشعْر سَجْسَجا

إذا قذَفت بالماء سلّته مُنْصُلاً

وعاد عليها ذلك النَّصْل هَوْدَجا

كأنّ عيون العاشقين تُعِيرُها

من الدّمع سَجْلاً صافياً لا مُضَرَّجا

تخالُ بروزَ الماء من جَفْن عيْنها

قضيبَ لُجيْن سُلَّ منه مُدَمْلَجا

تُحاول إدارك النّجوم بقَذْفه

كأنّ قلباً على الأفْق مُحْرَجا

لدى روضةٍ جاد السَّحابُ ربوعَها

وزَخْرفَها دون الرياض ودبَّجا

كأنّ غصون الأقْحوان زُمُرُّدٌ

تَعمَّم بالكافور ثم تَتَوَّجا

ونُوَّار نَسْرينٍ كأنّ نسيمَه

من المسك في أُفق السماء تأرّجا

فيا ساقِيَيَّ استعجلا لِي وصَرِّفا

عُقَارَكما إن شِئْتماه أو امْزُجا

ولا تَحمِلا هَمَّ الزمان فإنّه

إذا اشتد ضِيقُ الحادثاتِ تَفرَّجا

دعاني ونَدْماني وكأسي ومِزْهري

فحسبيّ بالمعشوق رَبْعاً ومَنْهجا

كأنّ ثَراه كلّما صافَح النَّدى

وهزّ نسيمُ الرِّيح ألويةَ الدُّجى

بقايا الغوالي في نحور نواهِدٍ

يُنازِلن باللَّحظ الكميّ المدجّجا

سأطلب حقّي إن قضى اللهُ لي به

وأفتح منه كلَّ ما كان مُرْتَجا

فلستُ إن عاقرتُ كأسي بسالكٍ

من الأمر فيها كلَّ ما كان أسْمَجا

ولا مُشْتَرٍ بالمجد مُسْتَحْسَن الصّبا

ولا مُشْتَرٍ طُرْق المهالك بالنَّجا

ولكنّني مُوْفٍ لنفسي حقوقَها

ورْائضُها فيما استوى وتعوَّجا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تميم الفاطمي

avatar

تميم الفاطمي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Tamim-Al-Fatimi@

565

قصيدة

3

الاقتباسات

38

متابعين

الفضل بن عبد الملك الهاشمي العباسي. أمير، من أعيان بني العباس. كان صاحب الصلاة بمدينة السلام وأمير مكة والموسم، وحجَّ بالناس نحو عشرين سنة. مولده ووفاته ببغداد.

المزيد عن تميم الفاطمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة