الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » لم يشف بالدمع عليل الفراق

عدد الابيات : 23

طباعة

لم يُشْفَ بالدَّمْعِ عليلُ الفِراقُ

إذ شَيَّعَ الظَّعْنِ بِدَمْعٍ مُراقْ

سِيقَتْ لِوَشْكِ البَيْنِ أظعانُهُم

والنَّفْسُ من بينِهمُ في السِّياقْ

صَبابَةٌ ضاقَ بها صَدْرُه

وأَدمُعٌ ضاقَتْ بهِنَّ المَآقْ

أما اشتفى الواشونَ من عاشِقٍ

يَلقَى من البَيْنِ الذي أنتَ لاقْ

رَمَتْهُ باللَّحْظِ عيونُ العِدا

من قبلِ أن يَحْظَى بطيبِ العِناقْ

فجالَ ماءُ الشَّوقِ في جَفْنِه

واحتبَسَت أنفاسُه في التَّراقْ

وزائِرٍ أسعَفَني بالمُنى

زُوراً وقد هَوَّمَ حادي الرِّفاقْ

أعَلَّني شَوْقاً إلى حُسْنِه

إذ زارَ في النَّوْمِ عَليلَ اشتياقْ

للهِ ما أَوثَقَ عَهْدَ الهَوى

منه وما أضعَفَ عِقْدَ النِّطاقْ

يَنْشُرُ لي ذِكْراه نَشْرَ الصَّبا

وبارقٌ لاحَ بأعلى البُراقْ

في عارِضٍ أذهَبَ أعلامَه

بالبَرْقِ حتى خِلْتَهُ في احتِراقْ

لو أَنصَفَ الأعداءُ لم يَصْرِموا

لمَّا تقضَّى الودُّ حبلَ النِّفاقْ

كأنَّني بالشِّعرِ ألقاهُمُ

بمثلِ وَقْعِ المُرهَفاتِ الرِّقَاقْ

في وَقْعَةٍ ليسَ لها كاشفٌ

وصَيْحَةٍ ليسَ لها من فَواقْ

جَرى ابنُ فَهْدٍ سابقاً في العُلى

أكفاءَه والسَّبْقُ حَظُّ العِتاقْ

فعاشَ في عَيْشِ منيعِ الحِمى

منتشرِ الظِّلِّ فَسيحِ الرِّواقْ

وإنْ جَفا عَبْداً له واصلاً

مُعتَلِقاً بالوُدِّ أيَّ اعتِلاق

لا يترجَّى فَكَّ رقٍّ ولا

يُخشى عليه مُوبِقاتُ الإباق

وكم أردتُ الهجرَ لكَّنني

وجدتُه مُرّاً كريهَ المَذاق

عرابدُ عندَك أُرْمَى بها

بينَ صَبوحٍ دائمٍ واغتباق

وتهمةٌ في الشِّعْرِ من جاهلٍ

ما زالَ فيه عاجزاً عن لَحاق

لقد أتاحَ الدَّهرُ لي شَقوَةً

إذ خصَّني منك بهذا الشِّقاق

وكلُّ أخلاقِكَ مَرضِيةٌ

فما لِخُلٍّ ذَمَّها من خَلاَقْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة