الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » يورقه إذا البرق استنارا

عدد الابيات : 42

طباعة

يُورِّقُهُ إذا البرقُ استنارا

هوىً يقتادُ عَبْرتَه اقتسَارا

بَدا مِشْقاً تَرودُ العينُ فيه

فتَقرَأُ من لوامِعِه ادِّكارا

ونَمنمةً تُضئُ له وتَخبُو

كما طَيَّرْتَ عن زَندٍ شَرارا

وإيماضاً يَشُقُّ الجوَّ شَقّاً

كما اقْتَبَسَتْ إماءُ الحيِّ نارا

فرُحْتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عنه

بأيِّ جَنوبِ كاظمةَ استطارا

لأَذكرَني أعزَّ الناسِ جاراً

وأحلى الأرضِ في عينيَّ دَارا

وعِدْلَ الحبِّ من قومٍ تَعدَّى

عليَّ الشَّوقُ بعدَهُمُ فَجارا

وناعمةَ الصِّبا تسجُو فتشجُو

قلوباً من صبابَتِها مِرارا

أقولُ لها إذا سفرَتْ ومارَتْ

أَغُصْنُ البانِ أثمَرَ جُلَّنارا

أصابَهمُ وإن بَعُدُوا منالاً

على العُشَّاقِ أو بَعُدُوا مَزارا

نسيمُ الرِّيحِ ما راحَتْ جَنوباً

وصوبُ المُزْنِ ما ابتكرَتْ عِشارا

سأُعفي الدهرَ من تكديرِ عَذلي

فأَعذِرُهُ وإنْ خلعَ العِذارا

لَقِينا من حوادثِهِ جيوشاً

وخُضْنا من نَوائِبهِ غِمارا

فلم نُظْهِرْ له إلا قِراعاً

ولم نَلْبَسْ له إلا وَقارا

ومَنْ يكُنِ الأميرُ له مُجيراً

يكُنْ للكَوكبِ العَلويِّ جَارا

هو الجبلُ الأشمُّ حِمىً وعِزّاً

ترَفَّعْ أن تَرى جبلاً مُغارا

فرَرْتُ إليه من صَرْفِ اللَّيالي

فنكَّبَ جَورُها عني فِرارا

ولمَّا اختَرتُهُ ليَفُلَّ عني

شَباةَ الدَّهْرِ لم آلُ اختِيارا

وكانَ القُربُ منه جمالَ دنيا

ترى أيامَها حُسناً قِصارا

وعيشاً ناضرَ الأفنانِ غَضّاً

يَرِفُّ إذا اهتصرناهُ اهتِصارا

فَما بَرِحَ العِدا حتَّى أَعادوا

حلاوةَ نَشوَتي منه خُمارا

فعوَّضَني من الأُنسِ انحرافاً

وبدَّلَني من البِشْرِ ازوِرارا

فصِرْتُ أرى نهاري منه ليلاً

وكنتُ أرى به ليلي نَهارا

أَبِيتُ ومُقلتي تُذري نجيعاً

وقد أفنَت مدامعَها الغِزارا

تَرى الأشفارَ منه مُعَصْفَراتٍ

فتحسَبُ أنها لاقَتْ شِفارا

أبا الهيجاءِ أصبحَتِ القوافي

تَخُبُّ إليكَ حجّاً واعتِمارا

عِتاباً كالنَّسيمِ جرَى لعَتْبٍ

يُضَرِّمُ في الحَشا مني استِعارا

أُشَعشِعُه لأُطِربَ سامعيه

كما شَعشَعْتُ بالماءِ العُقارا

أَيجمُلُ أن أرى منك انحرافاً

ولا عاراً أتيتُ ولا شَنارا

ولم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ

ولم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا

ولكنِّي كَسَوْتُكَ حَلْيَ قَوْمٍ

رأيتُكَ منهم أزكَى نجارا

وأيُّ غريبَةٍ للشِّعرِ لاقَتْ

عُلاكَ فحاولَتْ عنها اصطِبارا

تَحِنُّ إليكَ أبكارُ القوافي

إذا اجتُليَت رَواحاً وابتكِارا

فتقرَبُ منك أُنساً بالمعالي

وتبعُدُ من بُعولتِها نِفارا

ويُؤثرْكَ الثَّناءُ على مُلوكٍ

تَعُدُّ مقامَها فيهم خَسارا

وكيفَ تُلامُ خَيِّرَةُ القَوافي

إذا اختارتْ من القومِ الخِيارا

تبيَّنَ زهوُها في العيدِ لمَّا

رأتْ مولىً يُتوِّجُها فَخارا

فهزَّتْ عِطْفَها طَرَباً إليه

وأَلقَتْ عن مَحاسِنها الخِمارا

فإنْ تَكُ هفوةٌ عرَضَتْ سِراراً

فقد أَصْحَبْتُها عُذراً جِهارا

وممَّا شيَّدَ الشَّرَفَ المُعَلَّى

ذُنُوبٌ صادَفَتْ منك اغتِفارا

فَضَلْتَ الناسَ فضلاً واقتصاداً

وإشراقاً من الجَدوى ابتدِارا

ولولا أن أَعوذَكَ من عدوِّي

حَسِبناهُ لنَضرَتِه نُضارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة