الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » أقصر الزاجر عنه فازدجر

عدد الابيات : 38

طباعة

أَقصَرَ الزَّاجِرُ عنه فازدَجَرْ

وطوَى اللائمُ ما كانَ نَشَرْ

حمَلَ الغَيُّ عليه أَصْرَه

فإذا قيلَ ارعوى عنه أصرّ

قائلٌ إنْ نُذُرُ الشَّيبِ بدَت

في عِذاريه وما تُغْني النُّذُر

شَعَرٌ ماتَ على مَفرقِهِ

وحياةُ المرء في مَوْتِ الشَّعَر

وشبابٌ جَفَّ إلا شَجَرٌ

مُوجِفٌ منه وكم يبقَى الشَّجَر

يا خليليَّ اطلُبا وِتْرَكما

تَجِداه بين كأسٍ ووَتَر

شاقني مُستَشرَفُ الدَّيرِ وقد

راحَ صَوبُ المُزنِ فيه وبكرَ

أهواءٌ رَقَّ في أرجائِهِ

أم هوىً راقَ فما فيه كَدَر

وخُدودٌ سفَرَتْ عن وَرْدِها

أم ربيعٌ عن جَنى الوَرْدِ سفَر

مَجلِسٌ يَنصرِفُ الَّشرْبُ وما

طُويَتْ من بَسطَةٍ تلك الحِبَر

وكأنَّ الشَّمسَ فيه نثرَتْ

ورَقاً من بينِ أوراقِ الشَّجَر

بينَ غَدْرٍ يَقَعُ الطَّيرُ بها

فتراهُنَّ رِياضاً في غُدُر

وثَرىً يَشهَدُ بالطِّيبِ له

عَبَقٌ حالفَ أطرافَ الأُزُر

وغيومٌ نشرَتْ أعلامَها

فلها ظِلٌّ علينا مُنتَشِر

ونسيمٌ عطَّرَ الروضَ فإنْ

طارَ في الصُّبحِ ارتديناه عُطُر

نحنُ في ظلِّ وصالٍ سجسجٍ

ناعمِ الآصالِ فينانِ البُكَر

وإذا الدَّهرُ رمانا صَرفُه

فبِعَمَّارِ بنِ نَصْرٍ ننتَصِرْ

يا أميراً خضعَ الدَّهرُ له

فغَدا يفعلُ طُرّاً ما أمر

وإذا الجَدبُ عرَا كان حيّاً

وإذا الخَطبُ دَجى كان قَمر

وإذا هُزَّ لمَعروفٍ مضَى

كالحُسامِ العَضبِ إن هُزَّ بتَر

صادقُ البِشْر ترى ماءَ النَّدى

يرتقي في وَجْهِهِ أو يَنحدِر

فلهُ فيه اطِّرادٌ كامِنٌ

كاطِّرادِ الماءِ في العَضْبِ الذَّكَرْ

قلتُ إذ بَرَّزَ سَبْقاً في العُلى

أَ إلى المَجْدِ طريقٌ مُختصَر

إنْ تكُنْ تَغِلبُ يوماً وَسَمتْ

صفحةَ الدَّهرِ بيومٍ مَشتَهَر

فبنو الحارثِ فيهم وَزَرٌ

حينَ لا يُنجي من الدَّهرِ وَزَر

فعَدِيٌّ غُرَرُ المَجدِ إذا

قُسِمَ المجدُ حُجولاً وغُرَر

مَعشَرٌ لولا أحاديثُ النَّدى

عنهمُ لم يَعرفِ الناسُ السَّمَر

يا أبا اليقظانِ أيقظْتَ النَّدى

فملأْتَ البدوَ منه والحَضر

ولكَمْ أرديتَ من مُستلِئمٍ

صادِقِ الإقدامِ يحمي ويَكُرّ

والضُّحى أدهمُ في النَّقعِ فإنْ

ضَحِكَتْ فيه الظُّبا كان أغَرّ

مَوقِفٌ لو لم يكن ناراً إذاً

لم تكُنْ زُرْقُ عَواليهِ شرَر

يُنظَمُ الطَّعنُ على أبطالِهِ

وعُقودُ الهامِ فيه تنتشِر

وكأنَّ الشَّمسَ في قَسطَلِهِ

كاعبٌ أسبلَ سِجْفَيْها الخَفَر

فتوخَّيتَ بهِ حمدَ العُلى

والقَنا يَخطِرُ محمودَ الأَثَر

وثَنَيْتَ الخيلَ عنه لابِساً

حُلَّةَ النَّصْرِ مُحلٍّى بالظَّفَر

قد تقَضَّى الصّومُ محموداً فعُدْ

لهوىً يُحمَدُ أو راحٍ تَسُرّ

أنتَ والعيدُ الذي عاودْتَه

غُرَّتا هذا الزمانِ المُعتَكِر

لَذَّ فيك المدحُ حتى خِلتُه

سَمَراً لم أشقَ فيه بسَهَر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة