الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » نحن للأيام غنم ونفل

عدد الابيات : 32

طباعة

نَحنُ للأَيَّامِ غُنْمٌ ونَفَلْ

تَرحَلُ الأحداثُ عنَّا أو تَحُلّْ

نَقبَلُ الضَّيْمَ مِنَ الدَّهْرِ وهَلْ

للَّذي نأباهُ بالدَّهْرِ قِبَلْ

وإذا ما زَلَّتِ النَّعْلُ بِنا

فمِنَ الأيَّامِ لا منَّا الزَّلَلْ

نُوَبٌ قُلْنا لِعادٍ قبلَنا

إنَّ مِن ذاتِ العِمادِ المُرتَحَلْ

فانثَنَوا عن ذلك الشُّربِ الذي

صار عَلاً لسِواهُم ونَهَلْ

بعدَما غَصَّتْ بأسيافِهِمُ

كُثُبُ السَّهْلِ وأوعارُ الجَبَلْ

ورَمَتْ طَسْماً فُقلْ في غَرَضٍ

تَتحَدَّاهُ يداها بشُعَلْ

وأظَلَّتْ صاحبَ الحَضْرِ فما

بَرِحَتْ حتى غدا تحتَ الأَظَل

وأرى الأملاكَ من أُسرَتِنا

قَصَدَتْ مُلْكهُمُ حتّى اضمَحَلّ

أَلبَسَتْ قَوماً سِواهُم حَلْيَهُم

ثم بَزَّتْهُ فراحُوا بالعَطَلْ

فكأَنَّ الدَّهرَ لم يَجْمَعْ لَهُمْ

رَغَدَ العَيْشِ وإرغامَ الدُّوَلْ

فاسأَلِ الحِيرَةَ عن جَبَّارِها

حينَ يَوماه حياةٌ وأجَلْ

يَرتَدي ظِلَّ السَّديَرْينِ فإنْ

شَبَّتِ الحربُ ارتدى ظِلَّ الأَسَلْ

والمَنايا الحُمْرُ في ساحَتِه

ماثلاتٌ بين وَمْضٍ وزَجَلْ

وسَلِ الإيوانَ عن أربابِه

كيفَ جَدَّتُ لَهُمُ تلكَ الرِّحَلْ

نَفَلَتْهُم عن فَضاءٍ واسعٍ

يَسرَحُ الطَّرْفُ به حتى يَمَلّ

وجِنانٍ ذُلِّلَتْ أثمارُها

بينَ أمواهٍ نَميراتٍ وظِلّ

نحنُ أغراضُ خُطوبٍ إن رَمَتْ

حَيَّرَتْ في دِقَّةِ الرَّمْيِ ثُعَلْ

وإذا ما اختلفَتْ أسهُمُها

فأَصابَتْ بَطَلَ القومِ بِطَلْ

يا بني فَهْدٍ هو الدهرُ الذي

نالَ من عِزِّكُمُ ما لم يَنَلْ

أشرَقَتْ أيَّامُكُمْ ثمَّ دَجَتْ

وسجَى ظِلُّكُمُ ثم انتقَلْ

نَقَضَ الدَّهْرُ بكم أوتارَه

من ملوكٍ ذَلَّلُوا الدَّهْرَ فذَلّ

أين أَيديكُم إذا الخطبُ عَرَا

وأياديكم إذا الجَدْبُ شَمَلْ

وَدّعَتْ دُنياكُمُ بَهجَتَها

واستوَى الأربابُ فيها والخَوَلْ

ولو أنَّ العِزَّ أثوَى دَهْرَه

في قَبيلٍ لَثَوى فيكم وحَلّ

وعَسى الأيّامُ تَرتاحُ لكُمْ

فيَعودَ الهَمُّ بِالعَوْدِ جَذِلْ

فلَكَمْ مُشْفٍ على الحَتْفِ نَجا

ومَريضٍ قد رَأيناه أبلّ

هل أرى أيديَكُمْ مبسوطةً

بينَ حاَليْنِ سَماحٍ وقُبَلْ

والعَطايا الغُرُّ تَنْهَلُّ على

آملي جُودِكُمُ أو تَستَهِلّ

بعدَما وَدَّعتُها مُقْلِعَةً

مِثْلَما وَدَّعَ ذو الشَّيْبِ الغَزَلْ

وهَلِ الناسُ الأخيرونَ إذا

جَرَتِ الأقدارُ إلاّ كالأُوَلْ

وضَحَتْ آثارهُمْ ثم عَفَتْ

وبدا سَعدُهُمُ ثمَّ أَفَلْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة