الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » أجل هو الفتح لا فتح يشاكله

عدد الابيات : 39

طباعة

أجَل هُوَ الفَتْحُ لا فَتْحٌ يُشاكِلُه

أفادَ عاجِلُه عِزّاً وآجِلُه

تَفَتَّحَتْ فيه أبوابُ السَّماء على

أَغَرَّ مِفتاحُ بابِ البِشرِ نائِلُه

أشاحَ للحَرْبِ لا كُتْبٌ ولا رُسُلٌ

إلا الوَشيجَ الذي تَدْمى عَوامِلُه

وأَضحَكَ الثَغْرَ إلاّ أنَّ مَبسِمَه

إذا تَبَسَّمَ مَسْروراً مَناصِلُه

أنحى على الشرك حتى ذل جانبه

وانهد غاربه الأعلى وكاهله

غَزْوٌ إذا العامُ أبقَى منه باقيةً

أتاه يُزْجي لحَتْفِ الثَّغْرِ قَابِلُه

بكاهلِ المَلْكِ سيفِ الدَّولَةِ اطَّأدَتْ

قَواعِدُ الدِّينِ واشتدَّتْ كَواهِلُه

من الرِّماحِ وإن طاَلتْ مخاصِرُه

كما الدُّروعُ وإن أَوْهَتْ غَلائِلُه

مُظَفَّرُ الغَزوِ لم تُحْرَمْ صَوارِمُه

ما أمَّلْته ولم تُخْفِقْ عَواسِلُه

أمضَى منَ القَدَرِ المَحتومِ صارِمُه

إلى النُّفوسِ وأمضى منه حامِلُه

مُجَرِّدُ العَزْمِ في طاغٍ يُقارِعُه

عن حُرْمَةِ الدِّينِ أو باغٍ يُناضِلُه

حُصُونُ خَرْشَنَةَ العُليا فَرائِضُه

إذا غَزا وضَواحيها نَوافِلُه

فليسَ يَنفَكُّ من عَيْشٍ يُقاطِعُه

في طاعَةِ اللهِ أو سَيْرٍ يُواصِلُه

زارَ البحيرةَ بَحْرٌ من كَتائِبه

تُخْفي سواحِلَها القُصْوى سَواحِلُه

كالسَّيلِ تَحفِزُ أُولاهُ أواخِرُه

حتى أسالَ دُروبَ الرُّومِ سَائِلُه

تَضايَقُ الأَرْضُ ما سارَتْ جَحافِلُه

وتَمْرَضُ الشَّمْسُ ما ثارَتْ قَساطِلُه

ظَلَّتْ أواخِرُه يَنْهَضْنَ من حَلَبٍ

وقد أطافَتْ بشِمْشاطٍ أوائِلُه

تَحِنُّ فيه الكُماةُ المُعْلِمونَ إلى

وِرْدِ الحُتوفِ إذا حنَّتْ صَواهِلُه

إذا رمى بلداً منه بجَائِحَةٍ

خَرَّتْ أعاليه وارتَجَّتْ أسافِلُه

حتى تؤدّي الحُصونُ الشُّمُّ ساكِنَها

خَوْفاً وتُسلِمَ مَنْ فيها مَعاقِلُه

أعداءَه إنْ تَفوتوا اليومَ عُدَّتَه

تَغُلُّكُم في الغَدِ الأَدْنَى غَوائِلُه

لا يُوسِعُ الأَسَدَ الضِّرغامَ خَطرَتُه

مَخايِلُ الأُسْدِ قد تَبَّتْ حَبائِلُه

عُودُوا به واستقيلوه الحقيقةَ مِنْ

ضَرْبٍ يَقُدُّ مُتونَ البِيضِ باطِلُه

فكَمْ خَليجِ دمٍَ أجرَتْ أسِنَّتُه

وكم خَليجِ نَدٍ أجرَتْ أنامِلُه

مَنْ ذا يُساجِلُه منكم إذا انبَعَثَتْ

سِجالُ كَفَّيْهِ أَمْ مَنْ ذا يُطاوِلُه

كَمْ وَقْفَةٍ لكَ في ادنى ديارِهِمُ

أَخَذْتَ بالسَّيفِ منها ما تُحاوِلُه

غَضِبْتَ للدِّينِ حتى عادَ كَوكَبُه

طَلْقاً يُضيءُ على الآفاقِ آفِلُه

بِكُلِّ يومٍ إذا استُلَّتْ صَوارِمُه

عادَتْ ضُحاه وقد جاءَتْ أصائِلُه

ترَكْتَ فَجَّ العِدا لمَّا نَزَلْتَ بهِ

وَحْشاً مَغانيهِ مَهجوراً مَنازِلُه

مُسوَدَّةً من لَظىً حامٍ مَلاعِبُه

مُحمَرَّةً من دَمٍ جارٍ جَداوِلُه

تَحِنُّ شَوْقاً إلى الأَسْرى أرامِلُه

إذا بَكَيْنَ علىالقَتْلى ثَواكِلُه

قَسَمْتَ فَيْئَهُمُ في فَيْء دارِهِمُ

حُوّاً عَواتِقُه حُوراً عقائِلُه

وَحْشاً من السَّبي آنَسْتَ الكُماةَ به

سِيَّانِ في الحُسْنِ حاليهِ وعاطِلُه

فكَمْ شُجاعٍ شَرَى للهِ مُهْجَتَه

فأكرَهَ الرُّمْحَ حتَّى احمرَّ عامِلُه

غَدا يُنازِلُ لَيْثاً أو يُقارِعُه

وراحَ يَحْوي غَزالاً أو يُغازِلُه

بَذَلْتَ ما جادَتِ البيضُ الرِّقاقُ به

فأنتَ سالِبُه قَسْراً وباذِلُه

أما القريضُ فقد عادَتْ هَوامِلُه

مَرعِيَّةً وجرَتْ سَكْباً هَوامِلُه

رأى عليَّ بنَ عبدِ اللهِ قِبْلَتَهُ

فراحَ يَهْوي إليه أو يُقابلُه

كالحَلْيِ صادَفَ جِيداً شَكْلَ جَوْهَرِهِ

فصَدَّ عن كلِّ جِيدٍ لا يُشاكِلُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة