الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » أمن المدامة تنثني سكرا

عدد الابيات : 32

طباعة

أَمِنَ المُدامَةِ تَنْثَني سُكْرا

أَم قد سَقْتك جُفونُها خَمرا

نثرَتْ فَريدَ الدَّمْعِ حينَ رَأَتْ

صَبّاً يُقادُ إلى الرَّدى نَثرا

إنَّ الوَداعَ وإن سَعِدْتُ بِه

لَيَزيدُ كامنَ لوعتي حَرَّا

لمَّا رَأَتْ للبَيْنِ رائِعَةً

تَطْوي الوِصالَ وتَنشُرُ الهَجْرا

ضاقَتْ بأدمُعِها الجفونُ كَما

ضاقَ المودِّعُ بالهَوى صَدْرا

وإذا رَأَيْتَ نوالَهم ثَمَداً

فالحظُّ بينَ طِلابِكَ البَحرا

أكفُفْ يَدَيْك عَنِ اللِّئامِ ولو

أضحَتْ يَداكَ من الغِنى صِفْرا

وإلى الأميرِ سَريْتُ مُرتَدياً

بعزيمَةٍ تَدَعُ الدُّجى فَجْرا

وأَغَرَّ نهدٍ لو طَلبتُ به

شأوَ الجنائبِ بَذَّها حُضْرا

طِرْفاً إذا ما اختالَ خِلْتَ به

صَلَفاً من الإِعراضِ أو كِبْرا

يُنْسيكَ صِبغُ أديمِه الخَمرا

وتُريكَ غُرَّةُ وَجْهِه البَدْرا

لا يستَقِرُّ كأنَّ أَربعَه

فُرْشٌ يَطَا من تَحتِها الجَمرا

وكأنَّه لمّا اكتَسى عَرَقاً

ورَقُ الشَّقائقِ يَحمِلُ القَطرا

يجري ويَعطِفُه العِنانُ كما

عُطِفَ القَضيبُ وقد غدا نَضْرا

حَمَدَ العُفاةُ فطالَ حمدُهمُ

بنَدى الأميرِ عليَّ الدَّهرا

أدنَى المَكارِمَ وهيَ نازِحَةٌ

بالجودِ منه وشرَّدَ العُسْرا

نشَرَتْ له غُرُّ الصَّنائعِ في

شَرقِ البلادِ وغربِها ذِكْرا

والنَّوْرُ إن جادَ الغَمامُ به

حملَتْ له ريحُ الصَّبا نَشْرا

يَلقاهُ راجي الجُودِ مُبْتَسِماً

سهْلَ الخلائقِ لابِساً بَدْرا

عَزَماتُه في كلِّ مُظِلمَةٍ

سيفٌ يُضئُّ البدوَ والحَضرا

يقظانُ ينتجعُ الحتوفَ وقد

جعَلَ السَّبيلَ إلى العُلى الصَّبرا

في فِتيَةٍ جعلوا مَعاقِلَهم

بِيضَ الصَّفائحِ والقَنا السُّمرا

يَرِدُ النَّدى وِرْدَ الظَّلماءِ على

نَهَلٍ يُبَرِّدُ منهمُ الحرَّا

بمُثَقَّفاتٍ يُحتَمَلْنَ وقَد

حملَتْ نُجوماً في الوَغى زُهرا

وصَوارمٍ خُضْرٍ مَضارِبُها

تَكْسو الرِّجالَ عَمائماً حُمْرا

فكأَنَّ أَطرافَ القَنا حَدَقٌ

تَرنُو إلى مُقَلِ العِدا شَزْرا

وكأَنَّ سابِغَةَ الدُّروعِ ضُحىً

غُدْرٌ تَمرُّ بها الصَّبا مَرَّا

قَومٌ إذا اسْوَدَّ الزَّمانُ غَدَتْ

أَيمانُهُم بفِعالِهِم غُرَّا

سادوا وسادَهمُ أبو حَسَنٍ

بِعُلىً تَزِينُ النَّظمَ والنَّثرا

مَلِكٌ إذا استُلَّتْ صَوارِمُه

ذهَبتْ دماءُ عِداتِهِ هَدرا

ظَلَمَ العِدا والمالَ حين سَطا

بأساً وأتبع نائلاً غَمْرا

لا زالَ يَظلِمُ في سَطاه وفي

نَفَحاتِه الأعداءَ والوَفرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة