الديوان » العصر العباسي » السري الرفاء » تحية الغيث منهلا سحائبه

عدد الابيات : 43

طباعة

تَحِيَّةُ الغيثِ مُنْهَلاً سحائبُه

على العقيقِ وإنْ أقوَتْ مَلاعِبُه

لا بل على الحيِّ مشدوداً هوادِجُه

على الشُّموسِ ومذموماً رَكائِبُه

حتى تَرُدَّ عليه آيةً سَلكَتْ

ظِباؤُها الغيدُ أو حلَّتْ ربائُبه

ففي الظغائنِ مجنوبٌ لغانيهٍ

تَغْنَى بوصلِ سواه أو تُجانبُه

وفي الديارِ سميعٌ ليس تُسمعُه

إجابةً وخطيبٌ لا تُخاطبُه

حتى يُبَدِّلَ للعُشَّاقِ زورَتَه

طَيفٌ يَصُدُّ عن العُشَّاقِ صاحبُه

سرى إلى البدرِ يُخفي البدرَ منتقباً

والبدرُ يأنَفُ أن تُخفى مناقبُه

إذا بدا الصبحُ من إشراقِ طلعتِه

أبَدتْ لكَ الليلَ مُسودّاً ذوائبُه

والحُسنُ ضِدَّانِ لا أدري إذا اجتمعا

أنوارُه فتَنَتْني أم غَياهبُه

حُلِيُّه وثناياه وعَنبرُه

كلٌّ ينُمُّ عليه أو يراقبُه

فلستُ أدري إذا ما سار في أُفُقٍ

شَمائلُ الأفقِ أذكى أم جَنائبُه

أما القريضُ فما تَحظَى محاسنُه

عند الملوكِ كما تَحظى معائبُه

وربما ظَلَمَ الدينارَ ناقدُه

وقد كَساه ضروبَ الحُسنِ ضاربُه

كأنني بنجيبِ الشِّعرِ قد رحلَتْ

عنهم إلى الشَّرفِ الأعلى نجائبُه

ولو تشاءَم لانقَضَّت صواعقُه

على العِراقِ كما ارفضَّت سَحائبُه

قل للذي قلَّدْتني كفُّه رسَني

وكنتُ أَدْنُو إليه وهو جاذبُه

لك الأمانُ إذا انسابت أراقِمُه

من المكامنِ أو دبَّتْ عقاربُه

ليسَ الصديقُ الذي أعطاك شاهدُه

شَهْدَ الودادِ وخان الغيبَ غائبُه

كم مَنطِقٍ كسحيقِ المِسكِ ظاهرُه

لم يُقْضَ عندَ أبي إسحاقَ واجبُه

كانت مدائحُنا غرّاً محجَّلةً

تُثني عليه فقد أضحَتْ تُعاتِبُه

وما أقولُ لِمَن طابَتْ عناصرُه

في رُتْبَةِ المجدِ وابيضَّتْ مَناسبُه

أغرُّ زانَ مديحي فضلُ سُؤدُدِهِ

كلؤلؤ العِقْدِ زانَتْه ترائبُه

وصادقُ الوُدِّ لا ترتدُّ خُلَّتُه

على الصَّديقِ ولا يَزوَرُّ جانبُه

لا أستريحُ إلى زُورٍ ولا كَذِبٍ

يُهدَى إليه وشرُّ القولِ كاذبُه

وليسَ للذَّمِّ فيه مَذْهَبٌ فَيُرى

أَنَّى ومِن ذهَبٍ صيغَتْ مَذاهبُه

نَبا عليَّ فما أدري لَنبوتِه

أنيابُ دهري أمضي أم نوائبُه

هُوَ الحُسامُ لقومٍ ماءُ صَفحتِه

بشاشةٌ ولأقوامٍ مضاربُه

والغيثُ إن برقتْ نحوي مخائِلُه

راحت تَصوبُ على غيري صوائبُه

هذا وما صَدِئَت قِدْماً مسامعُه

بما نظمْتُ ولا ضاعَت مواهبُه

ولي من الأدبِ المحمودِ أثمرُه

يُنمى إليه وأعرافٌ تناسِبُه

ورَغبةٌ كلما جاءَت معرِّضةً

بجاهِه أعرضَت عنها رغائبُه

وكم ضربتُ بماضٍ منه ذي شُطَبٍ

عَضْبٍ مضَارِبُه حلوٍ ضَرائبُه

وردْتُ في طيِّبِ الأنفاسِ ذي ثَمرٍ

قريبةٍ من يد الجاني أطايبُه

عاقَبْتَني بجفاءٍ لا أقومُ به

فهَل عقابُك محمودٌ عواقبُه

وعادَ رأيُك لي سُوداً مشارِقُه

وكنتُ أعهَدُه بيضاً مغاربُه

الشِّعرُ وَشيُ بُرودٍ أنتَ سَاحِبُه

فَهْمَاً ودُرُّ عقودٍ أنتَ ثاقبُه

فلِمْ مَنعْتَ على الإحسانِ مُحسِنَه

ما نالَ من جاهِكَ المبذولِ خاطبُه

وزاهرُ الحمدِ إن أَنْصَفْتَهُ زَهَرٌ

يَطيبُ رَيَّاهُ إن طابَتْ مشاربُه

أكان في العَدلِ أن تَظْما حدائِقُه

بسَاحَتيْكَ وأن تُروى سباسبُه

لقد نثرتُ على قومٍ حصىَ كِلَمٍ

لو شِئتَ لانْتَثَرَتْ فيكم كواكبُه

لولاك ما ارتُدِيَتْ أطمارُه وغدَت

تُرَدُّ وهي أنيقاتٌ سبائِبُه

لأصبِرنَّ على إخلالِ عُرفِكَ بي

حتى يثوبَ إلى المعهودِ ثائبُه

عسى العتابُ يَرُدُّ العتْبَ منك رضاً

وربما أدركَ المطلوبَ طالبُه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن السري الرفاء

avatar

السري الرفاء حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Sari-al-Raffa@

559

قصيدة

2

الاقتباسات

98

متابعين

السري بن أحمد بن السري الكندي، أبو الحسن. شاعر، أديب من أهل الموصل. كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بها، فعرف بالرفاء. ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد ...

المزيد عن السري الرفاء

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة