الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » العلم فوق المال في إرشاده

عدد الابيات : 21

طباعة

العِلمُ فوقَ المالِ في إرشادِهِ

والمالُ فوقَ العلمِ في إسعادِهِ

والمُلكُ فوقهما لأنَّ الله قد

أعطاهُ للإنصافِ بينَ عبادِهِ

وأجلُّ صاحبِ دولةٍ مَن يَغرِس التْ

تَقوَى كأحمَدَ في صميمِ فؤادِهِ

سَبَّاقُ غاياتِ الكَمالِ مُجاهِدٌ

في طاعةِ الرَّحمن حقَّ جِهادِهِ

يَرعَى رَعيَّتَهُ بطَرْفٍ سُهدُهُ

أشهَى إليهِ من لذيذِ رُقادِهِ

ما زالَ ينظُرُ في مصالحِ شعبِهِ

حتى كأنَّ الشَّعبَ من أولادِهِ

وإذا تلَّبسَ بالفَسادِ زَمانُهُ

نَهَضتْ يداهُ إلى صَلاحِ فَسادِهِ

بَسَمتْ لدولتهِ الثُّغورُ وكبَّرَتْ

ودعا مُصلِّي الصُّبحِ في أورادهِ

وترنَّمتْ بيروتُ حينَ ثَوَى بها

فأجابها لُبنانُ من أطوادِهِ

البَدرُ من حسَّادِهِ والدَّهرُ مِن

أحفادهِ والنَّصرُ من أجنادهِ

والبِشرُ فوقَ جبينهِ والحُكمُ طو

عُ يمينهِ والأمرُ تحتَ مُرادهِ

يا كعبةَ القُصَّادِ يا مَنْ شأنُهُ

أن لا يخيبَ الظَنُّ من قُصَّادِهِ

أنتَ القديرُ متى دَعاكَ ضعيفُنا

أن تبسطَ الأيديْ إلى إمدادِهِ

النَّاسُ يَشكونَ الزَّمانَ وإنَّني

أشكو بَنيهِ فَلَسْتُ من أضدادِهِ

فَهمُ الذينَ تغيَّروا وَهُوَ الذي

لا يَعرِفُ التَّغييرَ عن مُعتادِهِ

العِلمُ قد أمسى ذليلاً كاسداً

فيهم فذَلَّتْ أهلُهُ لكَسادِهِ

والمالُ عند الأكثرِينَ كأنَّهُ

صَنَمٌ وربُّ المالِ من عُبَّادِهِ

أحرقتُ فِكري بالعلومِ فلم أنَلْ

إلاّ أذَى عَيِني بنَسفِ رَمادِهِ

وكتبتُ ما قد أحزَنَ القِرطاسَ مِن

تَلَفٍ فكانَ الحِبرُ ثَوْبَ حِدادِهِ

ولقد صبرتُ على البَلادِ ومَطامعي

ترجو بَياضَ الحظِّ بعد سَوَادِهِ

وَعَد الإلهُ الصَّابرينَ بلُطفِهِ

كَرَماً ولا إخلافَ في ميعادِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

183

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، المعروف باليازجي (ولد في عام 1800م في بلدة كفر شيما بلبنان – وتوفي عام 1871م في بيروت) شاعر وأديب من كبار أعلام النهضة الأدبية ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة