الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » أرى فتنة الدنيا هي الآية الكبرى

عدد الابيات : 24

طباعة

أرَى فِتنَةَ الدُّنيا هي الآيةُ الكُبرَى

يَضِلُّ بها الهادي فيلهو عن الأُخرَى

غَفَلْنا بها عمَّا بها عن جَهالةٍ

فليسَ بما في البيتِ صاحبُهُ أدرَى

تَظَلُّ المنايا واقفاتٍ بمَرصَدٍ

فمن فاتَ يُمناها تَلَقَّتْهُ باليُسرَى

نَراها على غير اعتبارٍ بما نرى

كما الواو في عمروٍ تُخَطُّ ولا تُقرا

يَظُنُّ الذي خلفَ الجِنازةِ أنَّهُ

أمينٌ فلا يجري على ذلك المَجرَى

ترى عينُهُ حُفَرَ الضَّريحِ وقلبُهُ

هنالِكَ مشغولٌ بأنْ يبتني قَصْرا

غِشاءٌ من الدُّنيا علينا كأنَّها

عَلى حَدَقِ الأبصارِ قد كَتَبتْ سِحْرا

لنا كلَّ يومٍ خُطبةٌ من جِنازةٍ

ولكنَّ في الآذانِ عن صوتها وَقْرا

قدِ اندَكَّ في بَغدادَ طَوْدٌ فأجفَلَتْ

لهُ الشَّامُ حتى هزَّ من هَوْلِهِ مِصرا

أتاهُ رسولُ البينِ في حين غفلةٍ

وقد هابهُ جَهْراً فداهَمَهُ غَدْرا

قد اختارهُ الباقي الذي هو عبدُهُ

بليلٍ إليهِ في الطِّباقِ بهِ أسرَى

فكانَ لهُ في دارةِ الأرضِ مأتَمٌ

وفي العرشِ عيدٌ يجمعُ الفِطرَ والنَّحرا

إمامٌ من الأفراد في أهل عصرِهِ

شمائلُهُ الغرَّاءُ قد زانت العَصْرا

أدَقُّ الوَرَى فِكراً وأكرمُهُم يداً

وأفصَحُهم نظماً وأبلغُهم نَثرا

هوَ العُمَرِيُّ الباذخُ الشَّرفِ الذي

حباهُ بهِ الفاروقُ وهوَ بهِ أحرَى

جميلُ الثَّنا لا يقطعُ الدَّهرُ ذِكرَهُ

صدقتُ ولكن ذِكرُهُ يقطعُ الدَّهرا

لئن باتَ في أكفانهِ البيضِ مُدرَجاً

ففي جَنَّةِ الخُلدِ ارتدَى سُندُساً خُضْرا

وإن لم يَذُقْ في الأرضِ خمراً فقد سُقي

هناكَ خموراً غيرَ مُعقبةٍ سُكرا

لقد كُنتُ أجني الدُرَّ من لفظهِ وها

أنا من ثناهُ اجتلي الأنجُمَ الزُّهرا

وأذكرُ من ألطافِهِ ووِدادهِ

بدائعَ شَتَّى لا أُطيقُ لها ذِكرا

يَشُقُّ على قلبي رِثاءٌ أخُطُّهُ

لهُ ودموعي أوشكت تُذِهبُ الحِبْرا

وتُوشِكُ أن تُصلى الصَّحيفةُ في يدي

فتُحرَقُ من تصعيدِ أنفاسِيَ الحَرًّى

سَقَى الله قبراً ضمَّ أعظُمَهُ وكم

فؤادٍ تمنَّى أن يكونَ لهُ قَبْرا

ولو كانَ القبرُ يَملِكُ أمرَهُ

لرَدَّ البِلَى عنهُ واحرَزَهُ ذُخرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

145

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة