الديوان » لبنان » ناصيف اليازجي » خذوا حذركم من طرفه فهو قتال

عدد الابيات : 30

طباعة

خُذُوا حِذرَكم من طَرْفِهِ فَهْوَ قَتَّالُ

ولا تَطمَعوا في عِطفِهِ فَهْوَ مَيَّالُ

ولا تَعجَبُوا للنَدِّ في صَحْنِ خَدِّهِ

فمِن فَوقِهِ نُونٌ ومن حَولِهِ دالُ

مَليحٌ تُباعُ الرُّوحُ في سُوقِ حُبِّهِ

وليسَ سِوَى تِلكَ اللّواحظِ دَلاّلُ

منَ الغِيدِ بَرْدٌ لا سَلامٌ بِثَغْرِهِ

فأصبَحَ فيهِ يُجمَعُ الماءُ والآلُ

جَرَى عَرَقٌ في خَدِّهِ لالْتهابِهِ

فذلكَ ماءُ الوَردِ في الخَدِّ سَيَّالُ

وقد قَطَرَتْ إذ حَظَّتِ السِّحرَ عينُهُ

منَ الحِبرِ فيهِ نُقطةٌ اسمُها الخالُ

غَزالٌ تَغزَّلْنا بغازلِ طَرْفهِ

فغازَلَنا منهُ غزَالٌ وغزَّالُ

طمِعنا على جهلٍ بعسَّالِ ثغرِهِ

وكم دُونَ عَسَّالِ المَراشِفِ عَسَّالُ

يَقولونَ لي ما أنتَ والغَزَلَ الذي

عليكَ بهِ أهلُ الشَهامةِ عُذَّالُ

عَليكَ حُقوقٌ للأميرِ فقُمْ بها

ودَعْ عنكَ هذا اللَغْوَ يا نِعْمَ ما قالوا

سَلامٌ على وَجهِ الأميرِ مُحمَّدٍ

يُحَيَّا بهِ من أجلِهِ الصَحْبُ والآلُ

عزيزٌ علينا كلُّ ما يَنتمِي إلى

عزيزٍ فَدَتْهُ النَّفسُ والأهلُ والمالُ

أتُوقُ إلى تِلكَ الدِّيارِ كأنَّني

غريبٌ عليهِ طالَ في الدَّهرِ تَرْحالُ

وأطرَبُ لليومِ الذي نلتقي بهِ

كمجهودِ شَهرِ الصَّومِ إذْ هَلَّ شَوَّالُ

تَغرَّبتُ عن غَرْبٍ هُوَ الشَّرقُ عِندَنا

فما الشَّرقُ إلاّ حيثُ للصُبْحِ إقبالُ

هُنالِكَ صُبحٌ لا ظَلامَ وراءَهُ

يَلوحُ بهِ وجهُ وقَوْلٌ وأعمالُ

فيا وَطني إنْ فاتَني بكَ سابقٌ

مِن الدَّهرِ فليَنْعَمْ لساكِنِكَ البالُ

ويا دارَهُ بالغَرْبِ إنَّ مَزارَها

بعيدٌ ولكن دُونَهُ ليسَ أهوالُ

لنا من أبيهِ نِعمةٌ طالَ ذَيلُها

فما بَرِحَتْ منهُ تُجرَّرُ أذيالُ

ظَنَنَّا الليالي لا تَجودُ بمثلِهِ

فجادَتْ بمِثْلٍ لا تُدانيهِ أمثالُ

أصَحُّ كَلامٍ مَدحُهُ فَهْوَ مذهبٌ

لنا فيهِ قولٌ واحدٌ ليسَ أقوالُ

وأشهَرُ شيءٍ أنَّه فَرْدُ عَصرِهِ

فذلكَ تَدريهِ شُيوخٌ وأطفالُ

يُخبِّرُ عن أيَّامِ عادٍ وجُرهُمٍ

كمَنْ مَرَّ أجيالٌ عليهِ وأجيالُ

ويحفَظُ ما يَبْقَى على لوحِ صَدرِهِ

كحِبرٍ بهِ في اللوحِ يُرسَمُ تِمثالُ

لهُ في أفانينِ الكلامِ تَصَرُّفٌ

وفي الشِّعرِ إحسانٌ وفي النَّثر إجمال

ونفعٌ وضَرٌّ عندهُ غيرَ أنَّهُ

إلى النَّفعِ معجالٌ عنِ الضَّرِّ مِكسالُ

نُهنيِّهِ بالعيدِ الخليقِ لهُ الهَنا

به فعليهِ منهُ للزَّهوِ سِربالُ

ولو كانَ هذا العيدُ يَملِكُ أمرَهُ

أتى كلَّ يومٍ زائراً وَهْوَ يخْتالُ

قَسَمْنا جميلَ القولِ والفِعلِ بَينَنا

فمِنّي لهُ قولٌ ولي منهُ أفعالُ

ولكن تقَاسمْنا فجارَ فكُلَّما

أتى دانَقٌ مِنِّي أتى منهُ مِثقالُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ناصيف اليازجي

avatar

ناصيف اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-nasif-al-yaziji@

479

قصيدة

5

الاقتباسات

145

متابعين

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط، الشهير باليازجي. شاعر، من كبار الأدباء في عصره. أصله من حمص (بسورية) ومولده في (كفر شيما) بلبنان، ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير ...

المزيد عن ناصيف اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة