الديوان » العصر العباسي » صردر » النجاء النجاء من أرض نجد

عدد الابيات : 50

طباعة

النجاءَ النجاءَ من أرضِ نجدِ

قبلَ أن يعلَق الفؤادُ بوجدِ

إنّ ذاك الثرى لَيُنبتُ شوقا

في حشَا ميِّت اللُّباناتِ صَلدِ

كم خلٍّى غدا إليه وأمسَى

وهو يَهذِى بعلَوةٍ أو بهندِ

وظباءٍ فيه تُلاقِى المُوالى

والمعُادى من الجَمال بجنُدِ

بشتيتٍ من المباسم يُغرى

وسَقامٍ من المحاجر يُعدى

وبنانٍ لولا اللطافةُ ظُنَّتْ

لجِناياتها براثنَ أُسْدِ

وحديثٍ إذا سمعناه لم ند

رِ بخمرٍ نضَحنَنا أم بشهدِ

أنِفتْ من براقع الخزِّ والق

زِّ خدودٌ قد برقعوها بوَردِ

وغَنُوا عن خدورهم مذ تغطَّوا

عن محبيّهمُ ببعدٍ وصدِّ

أمُقاما بعالجٍ والمطايا

عَرضَ يبرينَ بالظائعن تَخدِى

لا الحمىَ بَعدكم مُناخٌ ولا ما

ءُ اللوى إذا هجرتموه بوِرْدِ

والفؤادُ الذي عهدتم جَموحا

راضه طولُ جَوْركم والتعدّى

ما تُريدون من دلائلِ شوقى

غيرَ هذا الذي أُجِنُّ وأُبِدى

كبِدٌ كلّما وضعتُ عليها

راحتى قيلَ أنت قادحُ زَندِ

وجفونٌ جرينَ مدًّا وماءُ ال

بحر يرتاحُ بين جزرٍ ومدِّ

يا بنى مُرّةَ بن ذُهلٍ أبوكم

ما أبوكم وجَدُّكم أيّ جَدٍّ

غُرَرٌ في وجوهِ بكَرٍ وبكَرٌ

شامةٌ عمَّمت رؤوسَ مَعَدِّ

من شبابٍ في الحِلم مثلِ كُهول

وكُهولٍ نزَّاقةٍ مثلِ مُردِ

أنا منكم إذا انتهينا إلى العر

ق التففنا التفافَ بانٍ يرنْدِ

نسبٌ ليس بيننا فيه فرقٌ

غير عيشَىْ حضارةٍ وتَبدِّى

لكم الرمحُ والسِّنانُ وعندى

ما تحبُّون من بيانٍ ومَجدِ

خلِّصونى من ظَبيكم أو أنادى

بالذي يُنقذ الأسارَى ويفدى

بأبي القاسم الذي غرس الأف

ضال في ربوتَىْ ثناءٍ وحمدِ

كلّما هبّ للسؤال نسيمٌ

فوق أغصانه انتثرنَ برِفدِ

في بديه غمامتان لظلٍّ

ولقَطرٍ من غير برقٍ ورعدِ

أَذِنَ البشرُ للعُفاة عليه

حين ناداهم القُطوبُ بردِّ

واصطفى المكرُماتِ حتى لقلنا

أبِرِقٍّ إنتاجُها أم بَعقدِ

فَرْقُ ما بينَه وبين سواه

فَرْقُ ما بين لُجِّ بحرٍ وثَمْدِ

أيُّ عُشبٍ في ذلك الأبطحِ السه

ل وماءٍ لمَرتَعٍ ولوِردِ

لا تراه إلاّ على كاهل العز

مِ يسوق العُلا بجَدٍّ وجِدِّ

كم عدوٍّ أماته بوعيدٍ

وَولىٍّ أحياه منه بوعدِ

لستَ تدرى أمن زخارف روضٍ

صاغه اللهُ أم لآلىءِ عِقدهِ

وبحسن الفعال ينتسب القو

مُ إلى المجد لا بَقْبلٍ وبَعدِ

مُطلِعٌ في دُجى الخطوبِ إلا أظ

لمنَ من رأيه كواكبَ سَعدِ

عزماتٌ لا تستجيب لراقٍ

وحلومٌ لا تُستثار بحِقدِ

ومَضاءٌ لو أنه كان للسي

ف لما هوَّمَتْ ظُباه بغِمدِ

قد رأينا فيه عجائبَ منه

نّ ثمارٌ يُجنَيْن من عُودِ هِندِ

أسرَ الناس بالعوارف والنُّع

مَى على الحرِّ مثلُ رِبَقةِ قِدِّ

ليس يَرضَى من الملابس إلاّ

ما يُنير الثناءُ فيه ويُسدى

أبدا تسأل النواظرُ عنه

أبشكرٍ قد اكتسى أم ببُردِ

أحصِن ما شئتَ من حصىً وقُطارِ

فمعاليه ليس تُحصَى بَعدِّ

وعيونُ الحسّادِ إن نظرَته

فبصُورٍ من المساءة رُمْدِ

يا أعاديه لو عُدِدتم كيأجو

جَ رماكم من كيدِه خَلفَ سدِّ

وسواء إذا جرى في مَداه

أباخلاقه جرى أم بُجردِ

قَصَبٌ للسباق ليس يُصَلِّي

ها خوافى النسور إلا بكدِّ

زادك الله ما شتاءُ مَزيدا

سيلُه غيرُ واقفٍ عند حدِّ

في ربيعٍ نظيرِ جنَّاتِ عَدنٍ

وديارٍ جميعُها دارُ خُلدِ

إن أغِبْ عنك فاللسانُ بشكرى

غيرُ ناءٍ ولا الفؤادُ بحمدِى

وهما الأصغران لولاهما كا

ن البرايا أمثالَ صُحْرٍ ورُبْدِ

أخبرُ الناسَ تَقْلُهمُ أو تصِلْهم

هل يحاز الدينار إلا بنقدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صردر

avatar

صردر حساب موثق

العصر العباسي

poet-Sardar@

130

قصيدة

1

الاقتباسات

105

متابعين

علي بن الحسن بن علي بن الفضل البغدادي، أبو منصور. شاعر مجيد، من الكتاب. كان يقال لأبيه (صرّ بَعْر) لبخله، وانتقل إليه اللقب حتى قال له نظام الملك: أنت (صر ...

المزيد عن صردر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة