الديوان » العصر العباسي » البحتري » إذا الغمام حداه البارق الساري

عدد الابيات : 27

طباعة

إِذا الغَمامُ حَداهُ البارِقُ الساري

وَاِنهَلَّ مِن ديمَةٍ وَطفاءَ مِدرارِ

وَحاكَ إِشراقُهُ طَوراً وَظُلمَتُهُ

ما حاكَ مِن نَمَطَي رَوضٍ وَأَنوارِ

فَجادَ أَرضَكِ في غَربِ السَماوَةِ مِن

أَرضٍ وَدارَكِ بِالعَلياءِ مِن دارِ

وَإِن بَخِلتِ فَلا وَصلٌ وَلا صِلَةٌ

إِلّا اِهتِداءَ خَيالٍ مِنكِ زَوّارِ

لَأَشكَلَ القَمَرُ الساري عَلَيَّ فَما

بَيَّنتُ طَلعَتَهُ مِن طَيفِكِ الساري

إِذ ضارَعَ البَدرَ في حُسنٍ وَفي صِفَةٍ

وَطالَعَ البَدرَ في وَقتٍ وَمِقدارِ

لَيلٌ تَقَضّى وَما أَدرَكتُ مَأرُبَتي

مِنَ اللِقاءِ وَلا قَضَّيتُ أَوطاري

إِمّا اِطَّرَفتُ إِلى حُبّيكَ فَرطَ هَوىً

ثانٍ يُكَثِّرَ مِن وَجدي وَتَذكاري

فَطالَما اِمتَدَّ في غَيِّ الصِبا سَنَني

وَاِشتَدَّ في الحُبِّ تَغريري وَإِخطاري

هَوىً أُعَفّي عَلى آثارِهِ بِهَوىً

كَمُطفِئٍ مِن لَهيبِ النارِ بِالنارِ

قَد ضاعَفَ اللَهُ لِلدُنيا مَحاسِنَها

بِمُلكِ مُنتَخَبٍ لِلمُلكِ مُختارِ

مُقابَلٍ في بَني العَبّاسِ إِن نُسِبوا

في أَنجُمٍ شُهِرَت مِنهُم وَأَقمارِ

يُريكَ شَمسَ الضُحى لَألاءُ غُرَّتِهِ

إِذا تَبَلَّجَ في بِشرٍ وَإِسفارِ

أَولى الرَعِيَّةَ نُعمى بَعدَ مَبأَسَةٍ

تَمَّت عَلَيهِم وَيُسراً بَعدَ إِعسارِ

أَنقَذتَهُم يا أَمينَ اللَهِ مُفتَلِتاً

وَهُم عَلى جُرُفٍ مِن أَمرِهِم هارِ

أَعطَينَهُم بِبنِ يَزدادَ الرِضا فَأَوَوا

مِنهُ إِلى قائِمٍ بِالعَدلِ أَمّارِ

رَدَّ المَظالِمَ فَاِنتاشَ الضَعيفَ وَقَد

غَصَّت بِهِ لَهَواتُ الضَيغَمِ الضاري

يَأسو الجِراحَةَ مِن قَومٍ وَقَد دَمِيَت

مِنهُم غَواشِمُ أَنيابٍ وَأَظفارِ

يُرضيكَ والِيَ تَدبيرٍ وَمُبتَغِياً

نُصحاً وَمُعجِلَ إيرادٍ وَإِصدارِ

فَاللَهُ يَحفَظُ عَبدَ اللَهِ إِنَّ لَهُ

فَضلَ السَماحِ وَزَندَ السُؤدَدِ الواري

زَكَت صَنائِعُهُ عِندي وَأَنعُمُهُ

كَما زَكَت مِدَحي فيهِ وَأَشعاري

إيهاً أَبا صالِحٍ وَالبَحرُ مُنتَسِبٌ

إِلى نَوالِكَ في سيحٍ وَإِغزارِ

حَكى عَطاؤُكَ جَدواهُ وَجَمَّتَهُ

فَيضاً بِفَيضٍ وَتَيّاراً بِتَيّارِ

أَأَرهَبُ الدَهرَ أَو أَخشى تَصَرُّفَهُ

وَالمُستَعينُ مُعيني فيهِ أَو جاري

وَأَنتَ ما أَنتَ في رِفدي وَحَيِّطَتي

قِدماً وَإيجابِ تَقديمي وَإيثاري

فَكَيفَ تُمهِلُ أَسبابي وَتَغفُلُ عَن

حَظّي وَتَرضى بِإِسلامي وَإِخفاري

تَأَتَّ في رَسمِيَ الجاري بِعارِفَةٍ

كَما تَأَتَّيتَ لي في رِزقِيَ الجارِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن البحتري

avatar

البحتري حساب موثق

العصر العباسي

poet-albohtry@

931

قصيدة

59

الاقتباسات

2084

متابعين

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي, أبو عبادة البحتري شاعر كبير، يقال لشعره (سلاسل الذهب). وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري. قيل لأبي العلاء ...

المزيد عن البحتري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة