الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » أغضي على حرق الغرام وأطرق

عدد الابيات : 29

طباعة

أُغضي على حُرَقِ الغرام وأُطرقُ

وأخافُ رَوعات الفراق وأَفرَقُ

وأُسِرُّ ما تحت الضمير من الجوى

ولسانُ دمعي عن ضميريَ يَنطِق

وأذلُّ ذلَّ العاشقين ولن ترى

متوسّداً للذلِّ مَن لا يعشق

هل مَهرَبٌ خلفَ القضاءِ لهارب

وعليه سورٌ للقضاءِ وخندق

يا أيها الرجلُ المداجي نَفْسَهُ

والشيبُ يُرْعِدُ في العذارِ ويُبْرِق

هي هفوةٌ بعد النهى عَثَراتُها

لا تُستَقَالُ وَفَتْقُها لا يُرْتَق

سيجيزني بحرَ الأسى مَنْ كَفُّهُ

بحرٌ بحارُ الأرضِ فيه تَغْرَق

اللابسُ الخُلُقَ الذي هو شيمةٌ

إِذ بعض أخلاقِ الرجالِ تَخَلُّق

متألِّقُ العَزَماتِ تُقْسِمُ أنّ في

عزماته زُهْرَ النجومِ تألَّق

يسمو به فوقَ المفاخرِ مَفْخَرٌ

ما إن إليه لفاخرٍ مُتَسَلِّق

بالمكرماتِ مُسَرْبَلٌ ومؤزَّرٌ

بالمأثُرَاتِ مُتَوَّدٌ وَمُنَطَّق

اسمعْ أبا المجدِ المؤثلِ وابنَه

كلماً يحقَّقُ فيكمُ وَيُصَدَّق

ينهالُ في سَمْعِ الصديق فيكتسي

جَذلاً وفي سمعِ العدو فَيُصْعَق

آلُ الأمام أئمةُ الفخرِ الذي

أبداً يخبُّ بها الفخارُ وَيُعْنِق

ماءُ السماحةِ من بطونِ أكفّهم

جارٍ وَعودُ المجد فيها مُورِق

سَبقوا وما سُبقوا إلى شأوِ العلى

عفواً وكم من سُبَّقٍ قد تُسْبَق

في قُلَّةَ الكرم التي من حولها

أبداً رِواقُ المكرماتِ مُرَوَّق

في كلِّ يومٍ مادحٌ مُسْحَنْفِرٌ

بفنائها أو شاكرٌ متألِّق

خُلُقٌ عٌبَيْدَ الله أنت بِحَلْيِهِ

ممَّنْ سواكَ منَ الخلائقِ أخلق

يَحميكَ قَدْرٌ في السماء مطنِّبٌ

أبداً وفخرٌ في السماءِ محلِّق

والجودُ بالأرزاقِ رزقٌ فاغتنم

إن ترزق الجدوى على ما ترزق

أنا مسئمُ ما مُدَّ نحوك جَدْوَلي

أو لا فإني مُتْهمٌ أم مُعْرِق

انظرْ إلى الآدابِ إِنّ إِهابها

بيدِ الحوادثِ ما يزالُ يُمَزَّق

هي كاعبٌ حسناءُ إلا أنها

مع ذاك منْ قَبْلِ النكاحِ تُطَلَّق

باكورةٌ لا تجتني وَحَلُوبَةٌ

لا تُمْتَرى وبضاعةٌ لا تَنْفُق

ما اشتاقَ قطُّ إلى مناهُ أخو منى

إلا وأنت إلى مناهُ اشوق

أرعى الأماني في فِناك فتنثني

موفورةً إِنَّ السعيد موفَّق

لو أنني أعلقتُ بعضَ مطامعي

بسواكَ لم يكُ لي به متعلَّق

وإذا المكارمُ شرَّقت أو غرَّبت

فسواك مَغْربها وأنت المشرق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

109

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة