الديوان » العصر العباسي » الصنوبري » أجرت على مجرى الخلوق خلوقا

عدد الابيات : 38

طباعة

أَجْرَتْ على مَجْرَى الخلوقِ خَلُوقا

وأَتَتْكَ تلطم بالشقيقِ شقيقا

لمّا أُريقَ الدمعُ في وَجَناتها

أيقنتُ أنَّ دمي هناك أُريقا

قالت أَتُشْفِقُ من بكائي ثمَّ لا

تُلْفَى عليَّ من الفراقِ شفيقا

يا هذه ما أَخْلَقَتْهُ نوائبُ ال

أيامِ أضحى للزّماع خَليقا

لا تَسْقَمي حَزَناً لعلَّ الدهرَ أن

يصفو فيجمعَ شائقاً ومشوقا

أَيُطيقُ حَمْلَ السُّقْمِ جِسْمُكِ وهو لم

يكُ للغلائلِ والعقودِ مُطيقا

كُفِّي فإنْ لم أَصْدُقِ العزماتِ في

طلب الثراء فلا دُعيتُ صدوقا

حتى تكونَ لي الطمرّةُ خُلَّةً

والبيدُ داراً والحسامُ رفيقا

ركبتْ بيَ الآمالُ مَرْكَبَ عَزْمَةٍ

لو سابقتْهُ الريحُ جاء سبوقا

فكأنما أنا للنجوم مناسبٌ

أمضي غروباً أو أعودُ شروقا

ما للزمان غدا بوجهٍ كالحٍ

من بعدِ ما كنّا نراه طليقا

أيامَ أَسْحَبُ فَضْلَ أذيال الصِّبا

في ظل عيشٍ لا يزالُ أنيقا

متوطئاً عقبيَّ في طُرُقِ الهوى

أُمسي وأُصبح وامقاً موموقا

جمُّ العواذِل غيرُ ما مستبدلٍ

بالإِلفِ إِلفاً والصديقِ صديقا

لم تَنْجَلِ الصَّبَواتُ عن شِيَمي ولا

أُلفيتُ من سُكْرِ الشبابِ مفيقا

بالرقَّةِ البيضاءِ إذا ترعى المها

حَقِّي وإذ أرعى لهنَّ حقوقا

أَغْدوا على اللذاتِ غيرَ مراقبٍ

منعاً ولا متخوِّفٍ تَعْويقا

في فتيةٍ خلعوا أعنّتهم فما

يألون في رَتْقِ السداد مروقا

نازعْتُهُمْ راحاً تَخالُ نسيمَها

مسكاً تضوَّعَ في الأنوفِ فتيقا

شَقَّتْ قناعَ الليلِ لمّا غادرتْ

كفُّ النديم قناعَها مشقوقا

صَبَغَتْ سوادَ دُجَاهُ حُمْرةُ لونها

فكأنه سَبَجٌ أُعيدَ عقيقا

ولقد أقول لصاحبيَّ أَلا صِلا

لي بالصَّبوحِ على الفراتِ غبوقا

إنّ الفراتَ هو الرحيقُ وإِنما

تتعاطيان على الرحيقِ رحيقا

لو لم يكنْ لي في ذؤابةِ خندفٍ

نَسَبٌ سوى الآدابِ كنتُ عريقا

أَوَلستُ أَطوَلَها فروعاً في العلى

وأمدَّها في المكرمات عروقاً

نحن الذين بَنَتْ لنا آباؤنا

مجداً يجوزُ بناؤهُ العَيُّوقا

نغشى البلادَ بعارضٍ متراكمٍ

مُلِئتْ ذراهُ صواعقا وبروقا

قومٌ إذا دلفوا لحربٍ مَزَّقُوا

هامَ العدى بسيوفِهم تمزيقا

فَغَدوا فريقاً يقتلون إذا همُ

راموا النزولَ ويأسِرون فريقا

وإذا القبائلُ عَدَّدَت ساداتِها

لتقيمَ مَيْلاً أو تسدَّ فتوقا

عدّوا النبيَّ الهاشميَّ وَرهْطَه

ووزيرَه الصدِّيقَ والفاروقا

ولهم خلائفُ من بني العباس قد

أعْيُوا جميعَ العالمين لحوقا

همْ أصفياءُ الله من بين الورى

أَلِفوا السَّدادَ وحالفوا التوفيقا

لولاهمُ ما استشعرتْ أجفانُنا

طِيبَ الرُّقادِ ولا أَسَغْنا الرِّيقا

وإذا اعتصمتُ بمعقلٍ من خندفٍ

وعلوتُ من سعدِ بنِ ضبَّةَ نيقا

دافعتُ عن طُرُقِ الفخار فلم أَدَعْ

أحداً يُصيبُ إلى الفخار طريقا

عِلْمُ الورى جمعاً بمجدِ أوائلي

يكفينيَ التمويهَ والتزويقا

أو ليسَ في القمرين ما تَغْنَى به

عن أن تدلّ عليهما مخلوقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الصنوبري

avatar

الصنوبري حساب موثق

العصر العباسي

poet-alsanubri@

693

قصيدة

1

الاقتباسات

109

متابعين

أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي، أبو بكر، المعروف بالصنوبري. شاعر اقتصر أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان ممن يحضر مجالس سيف الدولة. تنقل بين ...

المزيد عن الصنوبري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة