الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » أهذا الذي تحت النقاب هو الخدأم

عدد الابيات : 37

طباعة

أهذا الّذي تحتَ النقابِ هو الخدّ

أمِ الجلّنار الغضّ هذا أم الوردُ

وَهذاكَ طلعٌ أَم بثغرك أشرقت

ثناياك أَم درّ تضمّنه العقدُ

وَريقك ماءُ المزنِ أَم مزج قرقفٍ

يُخالطهُ الكافورُ أم ريقك الشهدُ

وَذاك الّذي في الصدر قد تمّ حجمه

هو الحقُّ حقُّ العاجِ أم ذلك النهدُ

أَمخجلة لِلخيزرانِ تهزّعاً

إِذا ما تثنّى في غلائلها القدُّ

هبى لي حياتي واِسمحي لي ببلّة

من الثغرِ في ترشافها الحرّ والبردُ

فَما العيشُ لي إلّا وصالك والرضى

وَما الموت لي إلّا جفاؤك والصدُّ

تعرّضت لي عمداً لِتعذيبِ مهجتي

وَأعظم ذنب كلّما أحدث الغمدُ

وَأَسليت لحمي في الهوى ودمي معاً

وَلم يبقَ إلّا أعظمٌ فوقها جلدُ

رَعاك رعاك اللّه والوقفة الّتي

نَعِمنا بها بالأمس يا هند يا هندُ

غديّة نشكو وجدَنا وقلوبُنا

منَ الوجدِ ذابت حيث خامرها الوجدُ

وَإِذ نحن خيل الوجدِ فينا مغيرةٌ

وَأَسنانه فينا تطول وتمتدُّ

أَيا مُخبري ما السفح سفح عنيزةٍ

وَما الأبرقُ الأقصى وما العلمُ الفردُ

وَهل لك عهدٌ بِالخليطِ وبالأُلى

عَهدناهمُ لا يَستقيمُ لهم عهدُ

وَمَن لي بوادٍ دونَ منعرج اللِوى

تَضوع الخزاما فيه والشيح والرندُ

تضلُّ بهِ صيرانة الخنسِ كنّسا

وَترتع في جرفيهِ حيطانه الرندُ

تقطّعت الغزلان يانعَ مردةٍ

بِأفواهها مِن حيثُ قَد أينعَ المردُ

أَلا ما لِهذا الدّهر يقرع مروتي

حوادث لا يبقى لها الحجرُ الصلدُ

إِذا لاحَ برقٌ منه أومضَ خلّبا

وَإِن حنّ رعدٌ منه لم يصدق الرعدُ

فَما نلت سؤلاً مِن تصرّف حكمه

وَحاولته إِلّا أَتاني له ضدُّ

وَأَصبحت في قومٍ لئامٍ ومعشرٍ

عن البرِّ وَالإحسانِ أعينهم رمدُ

وَإنّي وَإن نالوا حظوظاً من الغنى

لفي صفو عقلي ما حييت لهم زهدُ

إِذا ما أقرّ المال يوماً بفضلهِ

تلقّاه مِن أخلاقهِ مسرعاً جحدُ

لَقَد ظفر اللّه المظفّر في العدا

غداةَ اِلتَقى في الحومةِ الجندُ والجندُ

سَطا في البغاةِ المسرفينَ بِبغيهم

بِدولةِ عدلٍ لا يحلّ لها عقدُ

توعّدهم في البعدِ حتّى أَتاهمُ

وَلم يثنهِ عَن وطء أرضهم البعدُ

وَسارَ بسدٍّ مِن جيوشٍ فَلو رمى

بهِ سدّ يأجوجَ لذاب له السدُّ

وَقلَّد بحراً مكفهرّاً لجيشهِ

تَفيض عليهم من عوارضها جردُ

وَقد شكلت في الدارعينَ وأَجمعت

بِأَيدي صناديد الوغى البيض والملدُ

وَكانَت متونُ الأرضِ تحت جيادهِ

يقال ببأسِ النعجة الأسد الوردُ

أَلا أيّها العادون في زَعمهم بأن

تزلزل والشمّ الشوامخ تنهدُّ

تَوقّوا هزبراً للدناةِ إذا اِبترى

منَ الزردِ الموصوف ما أحكم السردُ

فَإن لَكم في سلمه وحرابهِ

طَريقين في نهجيهما الغيُّ والرشدُ

هو البحرُ إلّا أنّ جدواه سرمد

وَلَم يَختلف في جودهِ الحرّ والعبدُ

تُساعدهُ الأقدارُ فيما يريدهُ

وَيخدمهُ في ملكه النحس والسعدُ

أَشمس المعالي الّذي له

لواء الثنا دون البريّةِ والمجدُ

فَلا أَمر تقضيه ولا نهي عندهُ

بديع بهِ إلّا وفيك له الحمدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة