الديوان » العصر العباسي » ابن نباتة السعدي » أيوعد فقع كامن بقراره

عدد الابيات : 32

طباعة

أَيوعِدُ فَقْعٌ كامنٌ بقَرَاره

ذُؤابةَ طَوْدٍ من تِهامةَ أَغلَبَا

كما قال للفيلِ البعوضُ سفاهةً

تثبتْ تَجدْني فوقَ ظَهْركَ تُرْتَبَا

يُؤنبني أَني وفيتُ لصاحبٍ

فلا ماتَ حتى لا يَفي ويُؤنبَا

وسُرَّ بأَنْ كانتْ له كثرةُ الحَصَى

فأَيُّ حِصَانٍ كانَ في المضغ أَصلبَا

دعِ الوثبةَ الغَشْماءَ للَّيثِ والتمسْ

بعدْوِك الا في الحَزاورِ أرْنبَا

فَفَرقُ الذي بيني وبينكَ بيّنٌ

رغبتَ ولم يتركْ ليَ العِزُّ مرغبَا

وانَّ ابنَ حمد ما أَردنا بحفظهِ

ضياعَكَ يا غرسَ الدعى فتغضبَا

وَفِينا له اذْ ضَيعَ الناسُ عَهْدَهُ

وكنَّا له الأمَّ الحفيةَ والأَبا

وصنَّاه عن عيبِ المطامعِ بعدما

أَردتَ به في القوم أَنْ يتلعبَا

لتجعله دونَ المقاتِلِ جُنَّةً

فقلنا له كُنْ في مقاتلةِ الشبَا

أَكلُّ وفاءٍ لا يسُركَ غُدْرَهُ

لحَا اللهُ أَدنانا اليها وأَقربَا

وأَخبثنا عند المطاعم مطعماً

وأَوخمنا عند المشاربِ مَشربَا

تزود وباعدْ بين جنبيكَ طاعماً

فان لنا في قلةِ الزادِ مَذْهَبَا

وانَّ الذي أَصبحتَ تملك أمره

تملك قوم أمره فتشعبا

يد قبل ما هزتك هزَّتْ مضاربى

فقلتُ لها ما عذرُ مثلكَ انْ نبَا

أَمُلْكٌ بفَّراشٍ مَشى ومُعَلِّمٍ

شبيبته أَمسيتَ بالشيبِ معجبَا

وهبتْ صباً غرتهما ثم أَعقبت

دَبوراً وكم غرتْ بنفحتها الصَّبَا

ولو شئتُ أَعجلتُ المقلِّبَ رأيَه

عن الفكرِ أَوقُدت الحرونَ فأصحبَا

برأىٍ يردُّ السبلَ يطَّلبُ الرُّبى

وقد جاءَ من افراطها متصوبَا

وكل فتى يسرى اذا هجدَ القَطا

خفيفٌ عليها وطؤُه حينَ أَهدبَا

تصدَّعُ عنه الثاقباتُ كأَنَّه

أَخو قَنَصٍ بالدوِّ يذعَرُ رَبْرَبَا

كأَن الجديَّ استنظرته ركابُه

فباتَ لها في أفقه مترقبَا

وطالعةٍ شَمسُ النَّهار اذا بَدَتْ

تغيبُ ويبقى ضوؤها ما تغيبا

كأَنَّ قوافيها أسنةُ قَعْضَبٍ

علا كلَّ حَرْضٍ ذابلاً فتركَبا

تكون لجوعِ الركبِ زاداً وللصدى

مزاداً وللسارى اذا ضَلَّ كوكَبا

فتحتُ بها آذان صُمٍ كأَنَّما

نفختُ بنجواها اليراعَ المثقبَا

وربَّ عدوٍّ نفعُه في بعادِنا

يَزيدُ أَذىً منا اذا ما تقربَا

ليقبسَ ناراً كلَّما عادَ جاهداً

ليطفئها بالماء والترب أَلهبَا

تُشَبُّ بمرضوم الصَّفَا ويزيدها

فلزُ الحديدِ جرأَةً وتغضُّبَا

فيا ليتَه قبلَ التقدمِ سادِراً

بفكرتِهِ قاسَ الامورَ وجرَّبَا

فيعلم أنَّ الناسَ بينَ مؤدَبٍ

وبينَ لبيبٍ بالنُهى قد تأدبَا

أَكلُّ امرىءٍ لم يعطهِ المجدُ رتبةً

يكون له مجدٌ اذا ما تَرتَّبَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن نباتة السعدي

avatar

ابن نباتة السعدي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Ibn-Nabata-Al-Saadi@

291

قصيدة

92

متابعين

عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي، أبو نصر. من شعراء سيف الدولة ابن حمدان. طاف البلاد، ومدح الملوك، واتصل بابن العميد (في الري) ومدحه. قال أبو ...

المزيد عن ابن نباتة السعدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة