الديوان » العراق » حيدر الحلي » بشرى العلاء فذي مطالع سعده

عدد الابيات : 36

طباعة

بشرى العَلاء فَذي مطالع سعده

ولدت هلالاً زاهراً في مجده

وحديقةُ المعروف هاهي أنبتت

غصناً سيثمر للعفاة برفده

ونشت بأُفق المكرمات سحابةٌ

من ذلك البحر المحيط لوفده

الآن ردَّ على الزمان شبابهُ

غضًّا فأصبح زاهياً في ردّه

وجلت له الدنيا غضارةَ بِشرها

عن مَنظر شغلَ الحسودَ بوجده

وحلا اصطباحُ الراحِ من يد أغيدٍ

في خدِّه تزهو شقائقُ ورده

تُجلى بكفّ رقيق حاشية الصِبا

متمايل الأعطافِ ناعمُ قدّه

يكسو الزجاجةَ خدُّه فيديرها

حمراءَ تحسب أنَّها من خدِّه

رقص الحبابُ على غناء نديمها

طرباً وودَّ يكون موضعَ عِقده

شهد الضميرُ بأنَّها من ريقه

مُزجت بأطيبَ لذَّةٍ من شهده

فاشرب فِدا الساقي عذولك واسقني

كأساً وَفى فيها الزمانُ بوعده

وانهض كما اقترح السرورُ مهنِّياً

بفتى به الوهابُ جاد لعبده

ميلاده الميمون بُورك مولداً

قد أصبح الإِقبال خادمَ سعده

تتوسّم العلياءُ وهو بحجرها

فيه مخائلَ من أبيه وجدِّه

جدٌّ له انتهت العُلى من هاشمٍ

وعلاءُ هاشم لا انتهاءَ لحدِّه

وكساه في عصر الشبيبة والصِّبا

والشهب تهوى أنها من وِلده

نضت الحميَّةُ منه سيفَ حفيظةٍ

ماءُ الحيا الرقراق ماء فرنده

لمَّا رأيت الشام يبعد قصده

عن ركب فيحاء العراق ووخده

أودعتُ تهنئتي إليه رسالةً

تُهدى على شحط المزارِ وبعده

ودعوت حاملها لأشرف منزلٍ

بالشام خذ عنِّي السلام وأدِّه

حيّ السعيدَ محمداً فيه وقُل

بُشرى بأشرف طالع في سعده

بأغرَّ يُنميه إلى عمرو العُلى

حَسَبٌ محمَّده عليُّ معدّه

حملته أُمُّ الفخر سيّدَ قومه

وأتت به والفضل ناسج بُرده

ولد سيرفع عن علاك بولده

ويشدُّ أزرك في بلوغ أشدّه

لو لم يكن فلكُ المجرَّةِ مهدَهُ

لم تطلع الشعرى العبورُ بمهده

قرَّت به عينُ الفخارِ لأنَّها

لم تكتحل أبداً برؤية نِدّه

فليهنين حمى السيادة إنَّه

قد أطلعت شبلاً عرينةُ أسده

وانشقَّ مسك ثرى النبوَّة فيه عن

ريحانة الهادي ووردةِ مجده

فاليوم كفّ لويّ عاد بنانها

فيها وسُلَّ حُسامها من غِمده

وتباشرت طيرُ السما كأنَّما

نُشر ابن هاشم للقِرى من لحده

وكأَنَّ كلّ الناس منطق واحدٍ

يشدو ليُهن الفخر مولدُ فرده

وبديعةٍ في الحسن قد أهديتها

جهد المقلِّ لمكثرٍ من حمده

خطبت له بلسان أشرف من بنى

في الكرخ بيتاً سقفه من مجده

بيت يظلّل بالنعيم إذا أوى

ضيفٌ إليه رآه جنَّة خلده

وإليكما غرَّاء بأرج عطفها

بنسيم غالية الثناء وندّه

نطقت بناديك العليّ وأرَّخت

ولد النهى للفضل أسعد ولده

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

471

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة