الديوان » العراق » حيدر الحلي » يا دار جائلة الوشاح

عدد الابيات : 53

طباعة

يا دارَ جائِلة الوشاحِ

حيتك نافحة الرياحِ

وسقتكِ من ديم الحيا

وطفاءُ ضاحكةُ النواحي

كم فيك قد نادمت من

قمرٍ يطوفُ بشمس راح

وخريدةٍ تختالُ عن لدنٍ

وتبسم عن أقاح

نشوانةَ الأعطاف من

خمر الصِبا خودٍ رُداح

ملكت قلوب بني الغرام

بلاحظٍ سكرانَ صاحي

جَهِدَ العواذلُ فيَّ أن

أسلو هوى الغيد المِلاح

فَمتى محبّ قد سَلا

هيفاء تسفرُ عن بَراح

ومن الذي قد كلّف ال

طيران محصوص الجناح

هيهات أَخطأَ ظنّهم

أن يستلينَ لهم جُماحي

فإِليَّ يا داعي الجوى

ووراكِ عنيّ يا لَواحي

فيعينيَّ اسودَّ الصباحُ

لرزء مدركة الصياح

حالَ الصياحُ كأنّما

نعيت ذكاءُ إلى الصباح

وتجاوبت فوق السما

غرّ الملائكِ بالنياح

جزعاً ليوم فيه قد

غلب الفسادُ على الصلاح

بل فيه قد غُضَّت لحا

ظُ الفخر من بعد الطِماح

وبنو السفاح تحكَّموا

في أهل حيَّ على الفلاح

وبسبط أحمدَ أحدقت

بشبا الصوارم والرماح

ودعته إمّا يجنحنّ

لسلمها أو للكفاح

ظنَّت بما اقترحت عليه

أن يخيم من الصفاح

فمتى أبو الأشبال رُوّ

ع يا أُميَّة بالنِباح

فزحفتِ في جندِ الضلال

إلى ابنِ مُعتلج البِطاح

فغشاكِ مِن عزماتِهِ

جيش من الأَجل المتاح

وغدا يقي دين الإِله

بحرّ وجهٍ كالصباح

يلقى الكتيبةَ مفرداً

فتفرُّ دامية الجراح

وإذا دعوا حيذي حياد

دعى بحيَّ على الكفاح

وبهامها اعتصَمت مخا

فة بأسه بيض الصفاح

وتسترت منه حياءً

في الحشا سمر الرّماح

ما زال يوردُ رمحَه

في القلب منها والجناح

وحسامه في الله يَسفح

من دماء بني السفاح

حتَّى دعاه إليه أن

يغدو فلبَّى بالرَّواح

ورقى إلى أعلا الجنان

معارجَ الشرف الصراح

وبناتُ فاطمةٍ غدت

حَسرى تجاوَبُ بالنياح

أضحت بأجرد صفصفٍ

متوقّد الرمضاءِ ضاحي

من بعد ما إن كنَّ

في حرم أجلَّ من الضُراح

عجباً لها تغدو سبايا

وهي من حيّ لقاح

تسري بهنَّ لِجلّقٍ

حربٌ على عُجفٍ رزاح

ألله أكبر يا جبال

تدكدكي فوق البِطاح

فبناتُ أحمدَ قد غدت

تُهدى لمذموم الرواح

منهلَّةَ الغبرات بُحّ ال

ندبُ من عِظم المناح

يَندبنَ أَوَّل مُنجدٍ

يوم الوَغى لهف الصياح

ويَنُحنَ من جزع على

أندى البريَّة بطنَ راح

أَين التجملُ والأسى

من ذات صبرٍ مُستباح

ترنو لكافلها قضى

ظمأً لدى الماءِ القُراح

هذا وكم من حُرمةٍ

هتكت لهنَّ بلا جُناح

وأبيح من خطر لها

لله من خطر مباح

لله خطب منه كل حشًى

مكلّمة النواحي

أمَّ الخطوبِ بمثله

فلقد عَقمتِ عن اللقاح

يا من لأعناق البريَّة

طوَّقوها بالسماح

فإليكموها غادةً

أبهى من الخَودِ الرداح

بدويَّةً فاقت نظا

ئرَها بألفاظٍ فِصاح

أرجو القبول بها وإن

قصُرت فذا جُهد امتداحي

وعليكم الصلوات ما

عُرفت بكم سُبلُ الصلاح

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

471

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة