الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين التلعفري » سلم سلمت على جيران جيرون

عدد الابيات : 30

طباعة

سلِّم سَلمتَ على جيرانِ جَيرونِ

يا صاحِ عن مستهامِ القلب محزونِ

وخُصَّ جامعَها عني فكم جَمعت

أكنافُهُ الشَّملَ بالأحبابِ من حِينِ

وقِف بمسجدِ خاتونِ فإنَّ به

وبالُمنيعِ أضحى القلبُ في هُونٍ

وأنتَ يا برقُ حيّ النَّيربَينِ بها

وَأسقِ مزَّتضها سحاً كِسحيَّنِ

وإن أتيت الحمى وَهناً فحيِّ به

حَيّا أقاموا بجرمانا وجسرينِ

يُشفى العَليلُ بِرؤُياهُ وتُسعدهُ

رَوائحٌ خطرت من قلبِ قلبينِ

وأمررُ بِبيروتَ حيثُ الماء مُنحدرٌ

يسُوخُ بينَ رياضِ للرَّياحينِ

حيثُ البدورُ على ملدِ الغُصونِ غَدَت

تختالُ في غَيدِ الأَعطافِ واللًّينِ

أَشرف على الشَّرفِ الأَعلى إِذا سَنَحت

تِلكَ الظّباءُ بِسَرحاتِ الَميادينِ

في يومِ سبتٍ تَرى الأرقاقَ حاملةً

على المناكبِ أَمثالَ الثَّعابينِ

وسهمها حيّ ذاكَ فَهو لِقَل

بي السَّهمُ منهُ سِهامُ الشَّوقِ تُصميني

وهل يزيدُ يزيدُ الدَّمعَ منكَ كما

يثُيرنا ماءُ ثَورا ماءُ سيحونِ

وامطر دمُومعكَ بالميطورِ وابك على

زمانِ لهوٍ قطعناهُ بعربينِ

وسل حمائم ذاكَ الدوَّحِ مبتكراً

ينُحنَ شجواً بأَفنانِ البَساتينِ

حيثُ الشَّقائقُ تُلقي خَدَّها خفراً

والوردُ يزهو بِمَنثورٍ ونِسرينِ

والنَّرجسُ الغَضُّ قد أَضحَت محاجِرهُ

تَحكي فُتورَ عُيونِ الخُرَّدِ العِينِ

وَلِلبنَفَسَجِ أَنفاسٌ مُعَطَّرةٌ

تُزري بِصَائحِ عِطرِ الهِندِ والصَّينِ

منازِلٌ لَم أَجد عن طِيبِها عِوَضاً

كَلاًَّ وَلو كانَ أَجراً غيرَ مَمنونِ

وَلا أَبيعُ شَذا ذاكَ النَّسيمِ بِها

بِمُلكِ مِصرَ ولا أَموالِ قارونِ

ما أَحسَن الوقتَ أَيَّامَ الرَّبيعِ بِها

لَنَا وأطيَبَهُ أَيامَ تَشرينِ

تَروقُ في الصيَّفِ لي والحَرُّ مُحَتدمٌ

وَلَستُ أَكرههُا وَقتَ الكوانينِ

ما الَمقسُ داري ولا السَّبعُ الوُجوهِ بها

ريُّ المقامِ ولَيسَ التَّاجُ تَعنيني

ولستُ آسفُ يوماً إِن ظعنتُ عن ال

مِقياسِ والنِّيلُ طَامٍ مِثلُ جَيحونِ

ولا أَرى نَظَر الأهرامِ يُقنِعُني

عَن جَوسقٍ في رُبا جِديَا وَزبدينِ

كَلاَّ ولا سَرحهُ القَصرينِ تَقطَعُني

عن صَحنِ جامِعِها يَوماً وتُلهيني

ولا القَرافةُ تُغنيني زِيارَتُها

عن قاسِيونَ ولا أَرصادُ تَسبيني

ولا أرى نزهتي في اللَّوقِ لائِقةً

من بعدِ سطرا ومُقُرى والميادينِ

ولا تَعوَّضتُ عن بابِ البَريدِ بِما

أَراهُ في اللَّيلِ مِن سُودِ الدَّخاخينِ

هذا حديثي وما طالَ المِطالُ ولا

حالَ الزَّمانُ وعندي من يُسلِّيني

سأُرحِلُ العيسَ عَنها وهي صاغِرةٌ

إِلى الشَّامِ وأَدنى الرِّزقِ يَكفيني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين التلعفري

avatar

شهاب الدين التلعفري حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shahabuddin-Talafari@

351

قصيدة

26

متابعين

محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني، شهاب الدين، أبو عبد الله، التلعفري. شاعر. نسبته إلى (تل أعفر) بين سنجار والموصل ولد وقرأ بالموصل. وسافر إلى دمشق، فكان من شعراء صاحبها ...

المزيد عن شهاب الدين التلعفري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة