الديوان » العصر المملوكي » الستالي » لا تنكرن الصبا والدمع والأرقا

عدد الابيات : 40

طباعة

لا تنكرنَ الصّبا والدَّمع والأرقا

واعرف ثلاثةَ أَدواء لمن عشقا

ماذا يكتّم من سُقم وصفرته

جسم إذا قلّ قوت الصّبر لي قلقا

وكيف يسطيع إلا فيض عبرته

طَرف إِذا خفقت ريح الصَّبا خَفقا

فخلَّني وهوى يَمري الملامُ لهُ

دَمعاً إذا قلّت أنتَ استبقه سَبقا

لقد جزعت وعين الحي جازعة

وقد لقيت غداة الفرقة الفرَقا

أَبدت عميرة صداً عن زيارتنا

من بعد ما أَلزمتنا في الهوى علقا

أَلا بطائفِ ذكري قلَّ ماذهبت

عني وطيف خيال ريما طرقا

قد أبرزتْ بدرتم في مجاسدها

وهزهزتْ غصن بان فوق دعص نقا

واقبلت تتهادى في مجاسدها

كالشمس حين اكتست في المغرب الشفقا

تختال في غرر الريغان مائِسة

ميس القضيب تثنَّى ينفض الورقا

تريك اسود غريباً إذا حسرت

من الغدائر يغشى ابيضاً يققَا

قد كُنْتُ أسريتُ في ليل الهوى خَبَبا

حيناً وأَجريتُ في خيل الهَوى طَلَقا

ملازماً لنديم الكاس يَمنحُني

بالرَّاح مُصْطبحاً طوراً ومُغتبقا

كملذةٍ سَلفت منّي ومنهُ على

شرب الصَّبوح إذا ديك الصّباح زقا

في روضة وغدير كلّما سَحبت

عليه إذ يالهاريجُ الصّبا اصطفقا

بفتيةٍ وبفتيان إذا ثَمِلوا

لم تلقَ بينهم بُخْلاً ولا نَزقا

ظَلنا نعلّل بالسّراء انفسنا

والدنّ يقلس فيما بيننا علِقا

من قهوة كلما شيب المزاج بها

أَبدت على ذهب من لؤلؤ فَلَقَا

حتى كأن عقيقا في زجاجتنا

أُذيب والمسكُ في حافاتها سُحِقا

ثم ارعويتُ وكان اللهو من أربي

لو أنني خلت في نفسي الصّبا رَمقا

ولّى الشباب وهذا الشيبُ أَلبَسَني

من بعد جدة لبسٍ حُلَّةٍ خَلَقا

وفَرّق الدَّهر أحبابي وأبدلني

منهم عُداةً ومن برَد الحَشَا حُرقَا

يا دهرُ غيّرتَ حالات السّرور وما

غيّرتَ لي عادةً حُسنى ولا خُلقا

وقد أَراني ببغضاء العِدى شجَنا

منغِّصاً وبكاسات الأذى شَرِقا

لولا أبيّات شعر استَريح بها

من لوعة الهَمّ ذابت مُهجتي بَرَقا

لا بدّ أن يظهر المصدورُ نفثَته

ومن أَطاق لشكوى وجَده نطقا

إذا عزمت لتفريط المَدائِح في

ذهل ويعرب جاء الشّعر مُتّفقا

السيّدين الهُمامين اللّذين هُما

بكل آبدة في المجد قد لحقا

غنتهما الشّيَم الحُسنى كأنّهما

من جوهري كرم الأخلاق قد خُلِقا

تألّقا ببهاءٍ لائقٍ بهما

واشرقا بضياء يملاُالأفقا

متوَّجان بتاجيْ رفعةٍ وعُلىً

مطوَّقان بطوقيْ عفةٍ وتُقى

بالهمّة اشتمَلا بالعزمة انتعَلا

بالحدّة اتّشحا بالنجدة انتطقا

حاراهما في الورى غُلبُ المُلوك وقد

جاز المدى وإلى حدَّ العُلى سبقا

كلاهما جاشَ بحراً بالنّدى لجباً

لنا وجاد غماماً بالحَيا غدقا

آل العَتيك وابناء الملوك لهمُ

في الأرض نور فخارٍ يبهر الفَلَقَا

من لم يدنْ بجُسَيْماتِ العُلى لهمُ

فقد ألام ورام الجهل والخرقا

يا حاسداً لهم بالبغي مُتْ كَمداً

وعاجزاً عنهم في السّعي ذَبْ حَنَقا

ياسيديَّ خذا صدق النصيحة مِن

نفسي ولا تقبَلا من غيْريَ المَلقا

وها كماها كعقد التّبر زينه

مفصّل الدّر فيما بينه نسقَا

ولا يزال ذكيُّ المسك من مدحي

فيكم إِذا مسَ أَعراضاً لكم عبقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

19

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة