الديوان » العصر المملوكي » الستالي » خطرت ببالك ليتها لم تخطر

عدد الابيات : 46

طباعة

خطرَتْ ببالك ليتَها لم تخطرِ

أَنّى ذكرتَ ولاتَ حين تَذكُّرِ

كَلَّفٌ على كبَرٍ ضلال مُكابرٍ

روق الصّبابة من صباه تعَبّرُ

وله فنونٌ في الشجون ترى لهُ

نَفَسَ الحريق ورقةَ المستَعْبِرِ

ورخيمة الأَطراف تُجنى عندها

ثمر المُنى من لحظ طَرفٍ أَحْوَرِ

قَمَر على غصن رطيب ينثني

في الوَشي بين مُفَوّف ومُحَبَّرِ

نظرتُ على حَذر الرَّقيب تَخالُساً

فكأنّما نظرتُ بعينيْ جُؤذَرِ

وتبسّمَت فأرتك برق لهاتها

في واضح كالأُقحوان مؤشَّرِ

نعمَ الضّجيعُ وقد وَجدت معَرّساً

مِنها خلالَ مخلْخَل ومُسَوَّرِ

فهصرت غصنا أو عصرت سلافةً

من ظلمَ أشنبَ في نبات منوّرِ

وأخِلَّةٍ كأهلّة قد أحرزوا

كرم النفوس إلى بهاءِ المنظرِ

ركبوا مطيّاتِ السرور يحثها

نغمُ القيان على اصطخاب المزهرِ

نازعتهم في الصبح كاسَ سلافة

سَلفة بعانَة سالفات الأعصرِ

فكأنّما بعد المزاج حبابها

فلق اللآلي في عقيق اصفرِ

في روضة أنُفٍ أَناف بجوّها

أبكار غيث دَرَّ كلَّ مُبَكِّرِ

نسجَت لها خُضرَ الحرير وَنظمت

فيها قلائدَ من صُنوف الجوهرِ

بين الشقائقِ والبَهار ونَرجسٍ

والوَردِ والمنثورِ والنَّيْلوفَرِ

فكأنّما تَهدي لنا نفسُ الصَّبا

أرجَ القرنفل أو نسيمَ العَنبرِ

وكأنّ بهجتها وطيبَ نسيمها

حُسنى محمَّدٍ الأغرِّ الأزْهرِ

الماجد العلم الذي جُمعت له

شيمُ السّماح إلى كريم العُنصُرِ

قَسماً بوفد البيت باتوا عُزّماً

للحجّ بين مُهلّلٍ ومُكَبرِ

وغدا غَداة مِنىً سلوكا بعدما

خسرت منون الشّمس بطن محسَّرِ

وتعمّدوا التعريفَ ثم إفاضةً

واستشعروا الأحبابَ عند المشعرِ

وأتَوا مِنىً فرموا وقضَوا نسكَهم

بالذَّبح بين مُحلّق ومُقَصِّرِ

إن المكارم والفضائلَ والعلى

لمعمّر ومحمّد بن مُعَمّرِ

علمان يغدو الدّست من نورَيهما

يختال بين عُطاردٍ والمشْتَري

من آل نبهان الذين كأنّهم

مُزْنٌ سواكبُ أو غواربُ أبْحُرِ

وإذا سألتَهمُ النّوال وجدتهم

سُمُحاً بجَزل النائل المسْتَبْشرِ

يتهلّلوا بشراً كأنَّ وجوهَهم

أَقمار تمٍّ في انتصاف الأشهر

يتطلّبون المجدَ بين ديارهم

مأوى اللهيف ومستَزارَ المعسرِ

شيب وشبّان كآساد الشَّرى

أَلفُو متون السابحات الضُّمّرِ

قُبٌ سلاهبُ كالأجادل تحتها

كأسود بيشة أَو كجنةِ عَبْقَرِ

قومٌ إذا ما مسَّهم ظمأ إلى

تعديل باغٍ أَو إقامة أَزْوَرِ

ورَدوا حياضَ الموت يُمطرها دماً

زرقُ الأسنّة في غمام العِثْيرِ

ومحمدٌ أكرم بهِ من سيّدِ

سامٍ لحوز المكْرَمات مُشَمّرِ

ومهذبٌ نيطت خلائقه إلى

حسب كريم في العتيك مطهّرِ

ومحافظٌ تبدي مواهبه على

عرض جميل بالثنّاءِ مُعطّرِ

وإذا نظرتَ إلى تهلّل وجهه

في الدَّست أسفر كالمصباح المسفرِ

يا مُعلمَ الطرفين قد علم الورى

لك بيننا علم العلى والمفخَرِ

أعمامك اليمن الكرام وأصبحت

لك في نزارَ خؤولة لم تُنْزرِ

وعُلىً الحيّين أنت لديها

تأوي إلى حسب أغرّ مُشهَّرِ

ولقد وجدتك يا محمّد ماجداً

تقفو أباك إلى المحلّ الأكبرِ

تبغي الثناءَ وما نبتك حداثة

عن سعي كفل للأمور مدّبرِ

أحضرتني نعمى أبي عمر فلم

أفقد سوى شخص له لم يحضرِ

فقضى الإلهُ له السّلامة كلّها

ماظلَّ يحذره وما لم يحذرِ

وأطال عمرك عامر لمكارم

ومآثر لولاكم لم تَعمُرِ

واسلمْ وعشْ عام هكذا

عيّد وصُمْ طولَ الزَّمان وأفطرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الستالي

avatar

الستالي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Al-Staley@

133

قصيدة

19

متابعين

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم ...

المزيد عن الستالي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة