الديوان » سوريا » شبلي الأطرش » بدا هاجسي يرسم قوافي جنيتها

عدد الابيات : 122

طباعة

بَدا هاجسي يرسم قَوافي جنيتها

من فكر تيار الهُموم حداه

من فكر خامل خبثو البين وَالنيا

ابعد بديران الهَفا مشحاه

ابعد وَبان وَشط عن مَوطن الهَنا

وُكُل ما رَجا قَلبي الوصال جَفاه

كُل ما رجا قَلبي مشاهد ولا يفه

يبعد وَمجدول البَلا يَنعاه

يبعد بنا عن ديرة العز وَالسَخا

وَيَألف بِنا من لانود هَواه

يَألف بِنا مَن لا الجَوارح تطيقه

وَلا خاطِري المَكسور يَوم دعاه

وَلا راودته النَفس في مهرج الرضى

أَيضاً وَلا نَفهَم رُموز لغاه

يا قَلب يا مأَلوم ما هاذ وَلفنا

وَلا هاذ موطننا وَلا نَبغاه

وَلا هاذ مشحانا وَلا هاي ارضنا

وَلا هي وحي الغانمين سِواه

وَلا ظنتي عاد الَّذي يذكرونها

تشبه لحوران الكَريمة وَماه

وَتشبه لحوران العذية بلادنا

ما ظنتي بالملك مثل هَواه

أَرض بها النوار فرش رياضها

يبري العليل الصُبح يَوم نَشاه

زَهر البختري وَالموصل رَبيعها

يسمن مهازيل الشناح كِلاه

وَريح الخَزيمة مع نَوابي حيورها

وَريضان من كل الشكال جَناه

وَهِيَ بِلاد العز وَالجُود وَالكَرَم

زين المجنا لَو الطَليب قَفاه

ينفه وَينسى الخَوف وَالضيم وَالبَلا

اليا لفا حوران زال شَقاه

يا ما درق فيها من الخَوف وَالشَقا

شيخان ينحسبوا مُلوك فَلاة

أَمارا أَثقال الروز جونا يسكسكوا

ياتوا حماها يلتجوا بحماه

اليا لفوا حوران عزوا وَانفهوا

يرتاح مَطلوب المُلوك إِن جاه

وَتقضب عيونو النوم من بعد سهدها

في عرن من داناه ذاق حلاه

يخسا طليبو وَالمَعادي وَغلمتو

وَلا هوَ بحال اللي الرطين لَفاه

ويعوسجوا عنهُ البشاوات والوزر

وَمقبول عذر ومن لَفى وَشاحاه

تزغر ذنوبو الضلع كانت بعلمنا

وَاليوم ما نَدري المطب إِياه

اليُوم ما نَدري مواقع ربوعنا

عَالطيب يما حال شين حداه

إِن كان حال الطيب خلوه وَارمكوا

عزي لِمَن شاحا الجَناب أَنعاه

عزي لِمَن مثلي بسيناب موقعو

جوات قلعة في بُحور مياه

وَلا من فرج يرجاه إلا بلادنا

لتشويش وتصرخ بنوع حداه

وَإِذا جزت مِنهُم تَراها معرقبي

وَمجدوع ساقه وَالعسيب مَعاه

رُحنا عوار بديرة الترك وَالخزر

خنة كسيرة وَالغَريب أَسلاه

صلوا عَن اللي بديرة الترك مننا

جناز موت واقطعوا طرياه

اريح لِمَن يرجى وَليفاً مطردا

من الوَطَن مَقطوع حبل رَجاه

مِن بَعد ذار اودت نَفسي عَلى الجَفا

وَشجعتها يُوم الزَمان بَلاه

شجعتها عَالضيم وَالويل وَالشَقا

وَقُلت لَها يا نَفس رَأيك تاه

وَاللَه طمس سعدك وفتت عَزايمك

وَاللَه عمي رَأيك وَقل هَداه

حَتّى جَرى يا نَفس ما كان مُنتَظَر

مِن مَوقعك من قبل حين وَفاه

عَيني تُواخيني وَتسمع مَواعظي

وَقالت غَرامي بِالضَمير لَظاه

قُلت لَها يا نَفس قرين وَاهجَعي

لِلهَجر غَير الصَبر ماش دَواه

الهَجر هَجر الحَجز وَالضيم وَالنَوى

وَلا المنفه بِالفَلا ذرواه

يعمد هوا نفسو يدور مرادها

لو هو وَرا لج البُحور اتناه

يلفى وَلَو يسهج فجوجا خَواليا

أَما رَجل مَقهور لا تَرجاه

بلعون مطروح التراك وَقضيبهم

يَشبه لحربي اللي طمس ما لفاه

قوماً عَلى الندعات ابنوا خيامهم

وَاسيرهم ما هو أَسير حَياة

وَدي اقتصر عن لَوم نَفسي وَغيرها

وَانظم قَوافي للسمع بشهاه

مِن فُوق طَلحية يلالي بياضها

نقدتها وَرضع اليراع لباه

وَبدا يَرسم القاف مِن فَوق متنها

هدوة لِمضن يوعي رُموز لغاه

يا غادياً مني تحمل رسالَتي

عَلى هيزعية وَالطَريق فَضاه

شعلا شرارية أَصيلة مذيرا

من ساس عيرات الركاب غياه

مثل الظَليم اللي مسهي جوانحو

نور عليه من القعود رَماه

انسف عليها الكور من فوق متنها

من فوق دل من الحرير سواه

ما هود من تحت السفايف زهالها

وَغزلان من حمر الذهب يطلاه

وَالميركة مثل الوسادة مطرزة

وَمغلبه بيريش ربد فلاة

وَخرجاً بديع الشَكل من ديرة الحَسا

مرقوم بِأَلف ريال عد شراة

لواليح اليازوملت في مسيرها

مثل الشوح من تحت قُوس حَشاه

مَرسونة وَمخرمات خشومها

حرة مثل قطع السَراب أَخطاه

يا رُسل كرب لي عليها شدادها

لا بُد دَربه ما يَطول مَداه

وَزهب تَرى ماضن يهدف طَريقها

خَيراً يشايع للضيوف نَباه

وَتحزم بحدبا قَديمة مخضرة

وَسَيفاً مسقط بِالذَهاب جَواه

وَبارودة ممن معمل كروب طرزها

وَفَرداً يكف العاليين نَباه

يا طارشي وَلم عليها وَهينها

واحفظ وَصاتي يا لغلام وَهاه

قبل النَصايح بالثمن يَشترونها

يا غلام من لَم يَنتصح قَد تاه

حذراك غج الترك تأمن بجالهم

أَما الموظف ما عدو سِواه

وَابعد عن اللي به مراكز من القرا

وَارض المراكز بالظَلام أَغشاه

وَإِذا وصلت لديرة البَدو وَالعَرَب

أَحكي لِسانك ما يَتيه لغاة

ما دُون مَقسوم العلي لك من البَلا

سَهم القَدر ما عمر خَوف نحاة

ما غَيرَها عَالصبح ثَور مطيتك

من دار سيناب البخال أَعداه

اجمح عليها الصور أَشلك بِبابها

تَرى بابها الحُراس دُوم حَذاه

وَمِنها عَلى كرزي وَمرزي ومدها

وبيواط باليمنى الطَريق يلاة

وَاسند عَلى صمسون واحذر من البَطا

وَسيواس خُذها باليسار قَفاه

عَلى قسطموني الدَرب لازم يمرها

عَلى أَنقرة يهدم رَفيع بَناه

سلم عَلى اللي بِأَنقرة مِن رُبوعنا

وَإِن ضفت أَبو فارس لَذيذ قَراه

وَالصُبح يَوم الضويشعق من العلا

إِجلس عَلَيها وَالطَريق إِياه

عَلى مدن ما نَعرف اسلمي بِلادهم

فيها الغشيشين التراك فَناه

عَلى قَيسرية عقب ستة وَأَربعة

عَلى أَدنا وَالنَضو طابَ سَراه

عَلى ماردين دِيار بَكر بجالها

وَالشَر عقب يا لغلام وَراه

عاحلب الشَهبا العَرب في ركونها

وَلا دُون جلق غَير حمص وَحَماه

عَلى حمص حث النَضو يا راكب النَضا

أَرخى المشكم وَالخزام أَعزاه

دَربك عَلى الفَيحا دمشق المعطره

حيي هَلا الفَيحا الكِرام ثَناه

حيي دمشق الشام وَحيي أَرضَها

أَما أَكابرها كِبار الجاه

حذراك لا طبيت بالشام تلتهي

تَرى غرضنا ما وفيت أَخطاه

من جلق الفَيحا ترشد مع الهدى

وَانحر سهيل اليا بداك أَنصاه

ما من بعايد بس جدي طَريقها

مخبط يديها قبل حين غَداه

وَإِذا جزيت براق شوبش مع النيا

يَأتو هلا الوادي فزوع حِداه

ملفاك حُوران العزية بلادنا

كُل من يشاحي بِالوَطَن مَشحاه

من براق للصرار لا دامة العُلا

وَما لَم حوران الكِرام أَنخاه

كَيفَ ما وَصَلَت بِخَير يا طارش النَوا

وَانطي كِتابي للذي يَقراه

فهم إِذا رويوا مَعاني رِسالَتي

يَأتوك من غَير الحدا عَرضاه

لا بُد نار الحَرب ما يوقدوتها

يا ضي لهبها للعُيون ضِياه

وَلا بد رخم الحدب ما يشهرونها

وَيعووا مثل ذيب يُريد عشاه

وَلا بُد أَهل الجُود ما يطلبوننا

وَيدعون سوريا خَراب هباه

ذولي بَني مَعروف شَرابة الدما

عَلى الحَرايب ساسهم مَبناه

كِرام اللحا عن دُون كُل البَوادي

صلفين يَنطون العَدو جَزاه

عَناتر بيوم الكُون ما يرهبوا العِدا

ضَريرين يَوم الحَرب بِالقواه

صبار لو كظ المَعادي غَريفهم

وَطَريحهم ما عمر حي وَلاه

يا ما وطوا دار المَعادي وَشوبشوا

وَقفا مَعاديهم جَفيل وَتاه

خلوا حَلايلهم وَحلة بُيوتهم

وَحمر البَيارق يَزحَفون وَراه

فَعايل السوريين تبخن فعالهم

ما أحد عاندهم وَذاقَ هَناه

وَرثوا الحَرايب وَالشَهامة جَميعهم

من نسل هاني إِرث جد وَأَباه

عمار بن ياسر تَرى من جدودنا

وهم السَلف وَحنا الغُصون أَتلاه

دَع عَنكَ عيلات المَحاكي وَغَيرِها

تَرى الدروز ممنعين طَناه

وَلا خالطوا غج العَشاير بعرضهم

من نسل ذوك الغانمين غياه

كَريمين يَنطون السَلايل مقلفع

وَينطوا الدَراهم وَالجمل وَالشاه

أَهل المَضايف وَالقَهاوي معنبرة

وَالسَفَر من كُل الصُحون شهاه

عوج المَناسف والدفين بوسطها

وَمِن فَوقِها سمن الجَميد غشاه

وَكَم رَبي في حيهم كُل جايع

في رَغد أَما في سنين غَلاه

يَكسوا اليَتامى يَوم تَعرى ثِيابهم

ريف الضَعيف الما تَطول يَداه

برباعهم ياما هفوا الحيل وَرغت

إِذا صار قُوت الناس عسر شَراه

يؤوو الغَريب وَيكرموا الضَيف لا لَفى

يَحموا النَزيل وَينَطحوا العيلاه

القَصد من خاص الطَوايف جَميعها

أَمانه وَمَعروف وَكَمال وَجاه

أَنا طنتي يا رسل ما يتركوننا

ربع السَخا وَالجُود وَالشوماه

وَيَدعوا حلايلنا لجايا يوقفوا

بِأَرض التراك الخاينين رداه

وَيَدعوا حَرايرنا وَبَكر بناتنا

في بَر مُوحش وَالوُحوش أَعداه

لَكن مراد اللَه قصر شبارهم

وَلنا بِأَرض الظالمين مِياه

وَلا الَّذي إِذ دخروه رُبوعنا

لا بُد ما يَبلغ مراد رَجاه

لا بُد مِن يَوم الحَزينة مزغرتي

تَجلي عَن القَلب الضَعيف صَداه

لا بُد ما تَغدي حَكايا وَتَنجَلي

وَراعي الرَدا يَلقي سَواد رَداه

عِندي عُلوم البَعض يَبغون بعدنا

وَقَلبي دليلي وَالضَمير أَتلاه

أَما مَلامي عالّذي انصاب مثلنا

رجلا يكازي بِالرُبوع بَلاه

رَجلاً يربد الفود من عقب لزمتو

ما قَد صابنا لا بُد ما يَغشاه

عِندي بَعد جُملة محاكي مكمنه

وَإِن ردت حدث يَطول مَداه

أَما اختصرت وَقُلت يَكفي عِتابنا

مَن ذاقَ طَعم الشَيء عَرَف جَناه

مِن بَعد ما خطينا نصلي عَلى النَبي

المُصطَفى المُختار دُون سِواه

يَختم لَنا بِالخَير وَيحسن خلاصنا

يَجعَل لَنا بَع الهَلاك نَجاه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شبلي الأطرش

avatar

شبلي الأطرش حساب موثق

سوريا

poet-Shibli-al-Atrash@

59

قصيدة

144

متابعين

شبلي بك الأطرش الكبير. شاعر زجلي مشهور، كان زعيماً للجبل، وقد أبعد إلى الأناضول. له ديوان شعر جله في الشروقي والزجل والحماسة والفخر والأدب.

المزيد عن شبلي الأطرش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة