فضاحِكْ عَدُوَّكَ تُشغِلْ أذاه
بمَنْ أظهرَ البُغضَ عمَّن أسَرّا
وأعلِمْه أنّك منه أمِنْتَ
ومن حيث يجهلُ خُذْ منه حِذرا
وأَوْلِ صديقَكَ منكَ الجَمي
لَ مهما أَطقْتَ ولا تَبْغِ شُكْرا
كَراهِيَّةٌ وَالصَبرُ مِنكَ سَجِيَّةٌ
إِذا ما رَحى الحَربِ العَوانِ اِستَدَرَّتِ
أَقاموا جَنابَي رَأسِها وَتَرافَدوا
عَلى صَعبِها يَومَ الوَغى فَاِسبَطَرَّتِ
وصلت على كرهِ اليك وربما
كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست فلما واصلت
ألفت مجاورة الخراب البلقع
وَقُلتُ لِمَنْ أَلقى إِليَّ نعيَّهُ
على الكُرْهِ منّي لا أبا لك ناعيا
هَتَفْتَ إلى قلبي بفقد محمّدٍ
فغادَرْتَ أيّامي عليَّ ليالِيا
الشَيبُ كُرهٌ وَكُرهٌ أَن يُفارِقَني
أَعجِب بِشَيءِ عَلى البَغضاءِ مَودودُ
يَمضي الشَبابُ وَقَد يَأتي لَهُ خَلَفٌ
وَالشَيبُ يَذهَبُ مَفقوداً بِمَفقودِ
إنَّ الكريمَ الذي يسقى الدواء لما
فيه من الكُرهِ كي يبرى من الأَلَمِ
وهي الحدود التي جاء الرسولُ بها
دنيا وآخرة لكلِّ ذي سَقَم
فما أبالي الكرة من طاعةٍ
ولا أبالي سخطاً من رضا
إذا وجدت الماء لا بد أن
أطفي به مشعل جمر الغضا
وَطِّن عَلى الكُرهِ وَاِرقُب إِثرَهُ فَرجاً
وَاِستَغفِر اللَهَ تَغنَم مِنهُ غُفرانا
قَبِلْتُ على الكُرهِ نَيلَ البخيلِ
وقُلتُ قليلٌ أتَى من قليلِ
تعجَّبتُ لمّا ابتدا بالجميلِ
وما كانَ يعرِفُ فِعلَ الجَميلِ
عَلى الكُرهِ ما فارَقتُ أَحمَدَ وَاِنطَوى
عَلَيهِ بِناءٌ جَندَلٌ وَرَزينُ
وَأَسكَنتُهُ بَيتاً خَسيساً مَتاعُهُ
وَإِنّي عَلى رُغمي بِهِ لَضَنينُ
إنَّ البَغيضَ لهُ عينٌ تُكَشِّفُهُ
لا تَسْتطيعُ لما في القلْبِ كِتْمانا
فالعينُ تَنْطِقُ والأفْواهُ صامِتَةٌ
حتى تَرى منْ ضَميرِ القلبِ تِبْيانا