أنت نوري وبهجتي وسروري
وأنيسي وراحتي وفتوني
قل صبري وذاب في الحب قلبي
من لقلب غدا قتيل العيون
مضى زمن يا نفحة العمر وانقضى
من العمر عهد فاض بالشعر والحب
وخلّد أحلى الذكريات على المدى
تقر بها عيني ويشقى بها قلبي
فحبك إكسير الحياة وروحه
ومأوى فؤاد لم يجد من يجيره
سواك وأما في سواك فليس لي
مراد وقلبي ما سواك يثيره
أقول لمن يخادعني
خدعت براءتي فاهنأ
كأنك فكرةٌ نبتتْ
ولم نسأل عن المنشأ
فكم من خادعٍ يقتاتُ
جهلاً ، جثةَ المبدأ
الشِّعرُ يحرقُ في الأدغالِ رَونَقَهُ
وَ يَلْبَسُ المَوتَ لا أقراطَ كُتَّابِ !
و شاعِرُ الوردِ في الأدغالِ تلْبَسُهُ
رُوحُ الطرازانِ في زَهوٍ و إعجابِ
ملكت قلوب الناس قبل جسومهم
وسيان فيهم مبعد ومقرب
فدم سالماً للدين والعرب معقلا
إلى مجدك العلياء تعزى وتنسب
وليس سوى الدين الحنيف مطهر
لعادات شعب أهله قد تشعبوا
فلما استجابوا للهدى وتشربت
نفوسهم من هديه وتشربوا
وأضاءَ هذا الكونَ نورُ سنائه
متألقا يهدي الجميع رشاد
تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد
لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما
فَلَستُ بِمُبتاعِ الحَياةِ بِسُبَّةٍ
وَلا مُبتَغٍ مِن رَهبَةِ المَوتِ سُلَّما
وَما كانَ ذَنبي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني
بَسَطتُ يَداً فيهِم وَأَتبَعتُها يَدا
وَأَنّي أُحامي مِن وَراءِ حَريمِهِم
إِذا ما المُنادي بِالمُغيرَةِ نَدَّدا
إذا سلكت سبيلاً أنت سالكه
فاذهب فلا يبعدنك الله منتشر
لا نجعلُ الباطلَ حقَّاً ولا
نلظُّ دونَ الحقِّ بالباطِلِ
نَخافُ أن تسفَهَ أحلامُنا
فنخمُلَ الدهرَ مع الخامِلِ
وليسَ بنافعٍ ذا البُخلِ مالٌ
ولا مُزرٍ بصاحبهِ الحباءُ
غنيُّ النفس ما استغنى بشيءٍ
وفقرُ النفسِ ما عَمَرت شَقَاءُ
فالبيض يهتفن والأبصار طامحة
مما ترى وخدود القوم تنعفرُ
تكسوهمُ مرهفاتٌ غير محدثةٍ
يشفي اختلاسُ ضباها من به صعرُ
وَما يُدريكَ ما فَقري إِلَيهِ
إِذا مَا القَومُ وَلَّوا أَو أَغاروا
وَيُحضِرُ فَوقَ جُهدِ الحُضرِ نَصّاً
يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ
جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي
وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ