الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » جلى صباح الهدى للخطب جنح دجى

عدد الابيات : 46

طباعة

جلى صباح الهدى للخطب جنح دجى

ومن سنا ابن علي وجهه ابتهجا

كنته أم المعالي في الزمان أبا

الفضل الذي بالابا والفضل قد لهجا

شبل نماه إلى الهيجاء حيدرة

فثب حيث على آثاره درجا

سيماء وجه أبيه فيه واضحة

وقفاه بالباس والمعروف منتهجا

ما خاصمت عزمه في الدهر نائبة

إلا وأبرز عن أنيابه الفلجا

أثار حربا على حرب بها نفضت

عن رأسها الشمس في أفق السما الرهجا

شكى إليه الهدى من ظلمهم ظلما

فجابها موقدا آراءه سرجا

الكاشف الكرب عن وجه ابن فاطمة

بالسيف يفتح عن باب الردى الرتجا

والناهض العزم فحلا في هوادره

يراع قلب الوغى مهما بها ولجا

والقاذف النفس منه في مهالكها

وللردى راكب دون الهدى ثبجا

كالأفعوان تمج السم ريقته

من الوجار وثوبا للردى خرجا

كأنما الحرب أزهى روضة عبقت

ما استنشق النقع من أرجائها أرجا

كأنما البيض والسمر الرماح بدت

رودا تصرف سحر الطرف والغنجا

لله من بطل في الروع سطوته

يظل منها جنان الموت منزعجا

تعده هاشم في الحادثات لها

بدرا وبحرا وضرغاما وطود جحى

وشمس مجد تضيء الكون طلعتها

لوجهها اتخذت أوج القنا برجا

ونثرة في الوغى حصداء سابغة

وجنة تنقي من جمرها الوهجا

من مبلغن سرايا غالب بفتى

سرى سرياتهم نحو العلى دلجا

وفارع يعصم اللاجي بظلته

لو ارتقى أعصم في سفحه زلجا

شهم بجرثومة العليا له نشأت

مخيلة عرقها في المجد قد وشجا

عن مثله في الورى أم العلى عقمت

لكن به وأبيه حملها نتجا

إن حلقت في ذرى العلياء منقبة

لها ارتقى من مراقي عزمه درجا

دون السقاء سقى وجه الصعيد دما

والبارقات أضاءت والقتام دجى

بالحزم سبط رسول الله ثقفه

لدنا به كل صدر للوغى انفرجا

قد عالجت علل الهيجاء صعدته

فقوم الطعن من أضلاعها العوجا

لو كان همته الأرواح يدركها

لأدرك الروح لما للسما عرجا

لكن همته حمل المعين إلى

عواطش بعده اقتاتت أسى وشجا

لم يملك الماء حتى طعن ساعده

أسال بالأسل الأكباد والمهجا

أضاف من هامهم للعلقمي روى

وهل يحل معين بالدما مزجا

بحر من الجود يمناه تمد لها

نهر الفرات من الأفضال كف رجا

فكف عن ورده والكف نولها

منه لذكر اخاء في الحشى اختلجا

أبت نقيبته تروى بموردها

حفظ الإخا وعليها لم يكن حرجا

لو كان تنحت من صخر حشاشته

بس حر ظماها قلبه نضجا

قد خاض سابحه والحرب طاغية

بالسابغات وأمواج الظبى لججا

وشد حيث يد الأقدار مفرغة

تليه درعا لها داود قد نسجا

ينصب كالقدر الجاري بعزمته

فأعجب متى منه قرن بالنجاء نجا

ما كنت أحسب أحكام القضاء له

تبري اليدين وتفري النحر والودجا

عجت عليه المعالي يوم خف بها

سيرا وقد حل في أخافهن وجا

ندبن ندبا غداة الروع مزدلفا

متى مضيت به الأعوام والحججا

به ضحى الحرب قد شقت بوارقها

وليلها فيه بالنقع المثار سجا

بكته عين الهدى فابيض ناظرها

حتى محا البين عن إنسانها الدعجا

وظل ظهر حسين فيه منكسرا

وبالبكاء عليه عبرة تشجا

خاب الرجا من أخيه يوم مقتله

وضيقت بعده بيض الظبى الفرجا

لسن القواضب أبدت من شهادته

مدحا جزيلا وبالخصم الألد هجا

بيض المساعي على العباس قد عبست

وجوهها حيث أبدت منظرا أسجا

فلا اهتدى بعده الساري ولا ألفت

منه الركائب تغليبا ولا دلجا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة