الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » هتفت زينب من عظم المصاب

عدد الابيات : 41

طباعة

هتفت زينب من عظم المصاب

ما وعت من أحد رد الجواب

صدعت لما دعت قلب الصفا

واحسيناه ذبيحا من قفا

كيف تمسي يابن بنت المصطفى

عاري الجسم على وجه التراب

بنداها ضعضعت شم الجبال

ودم الدمع كمثل السيل سال

يوم منها نهب القوم الرحال

وبدت من غير ستر وحجاب

بشظايا قلبها الوجد أحاط

ولقد المها ضرب السياط

كيف أستار العلى عنها تماط

وبها ابتزت برود وثياب

لو أبو الفضل يرى رهن السبا

أخته أم الرزايا زينبا

والعدى قد أحرقت منها الخبا

وخيام السبط شبت بالتهاب

بالشجى نادت حبيبي يا حسين

أنت نور فيك تجلى كل عين

أدركت ثارات بدر وحنين

منك قوم جحدت حكم الكتاب

لهف نفسي يوم مروا بالنسا

فرأت خامس أصحاب الكسا

عاري الجسم من الريح اكتسا

حلل الترب من البيد الرحاب

صرخت لما رأته بالعرا

دامي الأوداج مرضوض القرا

وعلى الرمز محياه سرى

مستنيرا مثل منقض الشهاب

لهف نفسي لعقيلات الرسول

برزت مذهولة منها العقول

ليس تدري بالمناعي ما تقول

من رزايا تصدع الصم الصلاب

أفزعت في ذلك الصوت الحزين

كل بيت رابض وسط العرين

تسكت العيس بترجيع الحنين

وبه الصخر من الأشجان ذاب

فجعت كل عدو وصديق

يوم شب القوم في الصون الحريق

ولها المصرع قد صار طريق

ورأت فيه كهولا وشباب

تهمل الأدمع منها بدم

حين وافت نحو نهر العلمقي

عاينت جسم أبي الفضل رمي

في وغى الحرب بنبل وحراب

قطعت أعداؤه منه الوتين

وبرت من قبل يسراه اليمين

دامي الجسم على الأرض طعين

وزعوه بطعان وضراب

خاطبت بالعتب عقاد العلم

غارت الخيل على نهب الخيم

وسرت أسرى مع القوم الحرم

وإليها قدموا النيب الصعاب

كيف تسري حسرا فوق العجاف

وبها زجر على المصرع طاف

لو تعي منها ربى الأرض هتاف

لهوت حزنا ومادت بانقلاب

قم أبا الفضل ودع ريب المنون

واسرفينا حارسا أثر الضعون

هل عليك اليوم مسرانا يهون

والعدى في زجرها تحدو الركاب

حرم الوحي سبايا في البلاد

أدخلت بالذل أسرى كل ناد

بينها يشكو الضنى زين العباد

ويرى زينب حسرى والرباب

أهديت لابن زياد ويزيد

بيدي كل أثيم وعنيد

وهي بالطشت ترى رأس الشهيد

ودم النحر له كان خضاب

وابن هند بالقضيب الخيزران

ينكث الثغر الذي يبدي البيان

عجبت من نطقه إنس وجان

فهو في برهانه شيء عجاب

شخصت حيرى إليه الحدق

كيف بعد القتل رأس ينطق

وله طرف غضيض يرمق

ليتامى غللت منها الرقاب

يا لها من نكبة عين السما

وكفت حزنا على الأرض دما

وبها ركن الهدى قد هدما

وبها الكون دجى والبدر غاب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة