الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » أفق من رقدة الآمال جفن

عدد الابيات : 45

طباعة

أفق من رقدة الآمال جفن

فعمرك شد بالترحال ظعنا

من اسم الصبر دع عن فيك لفظ

وخذ لجنان قلبك منه معنى

تجمل بالقناعة فهي كنز

غناه مدى حياتك ليس يفنى

إذا الدنيا أرتك جنان عدن

مزخرفة فقد أبصرت سجنا

وأقبح ما تشاهد منك عين

إذا أبدت لك الأيام حسنا

وإن نزلت بك الأهوال فاجعل

لأمنك حب أهل البيت حصنا

به تنجو غدا عن كل هول

ومن فزع الحساب تنال أمنا

أولئك معشر ركبوا المعالي

ألا فامدح أبا للقوم وابنا

لقد سادوا الأنام أبا وأما

وحازوا الفضل من هنا وهنا

علي والبتول أصول دين

وهم فرع نمو غصنا فغصنا

بسر الله صادقهم أمين

إليه الذكر في التنزيل يعنى

تدرع باليقين بها فأحسن

بربك أيها الإنسان ظنا

هو العلم الذي للدين أضحى

عماد علا وللإسلام ركنا

هو الحبل المتين من الثري

وطا ظهرا وللجوزاء متنا

هو النور الذي قد ظن موسى

به نارا بدت في الليل وهنا

تجلى الطور من سيناء فيه

وطلعته من القمرين أسنا

لقد أخزى الدوانيقي فعل

غداة على ابن بنت الوحي أخنى

فكان أشد من رجس أثيم

لأول لفظة التوحيد ثنى

وبين يديه أوقفه احتقارا

وكان مجاوز السبعين أسنا

فقال له بمسنده مقالا

تسد لسمعه العلياء أذنا

وذلق حد مقوله عليه

فأوقع في فؤاد الدين طعنا

أما تستحي أنك كل حين

تشق عصا من الإسلام تجنى

وتنطق باطلا من غير حق

وتوقعه بجنب الدين وهنا

وكان على الأذى يبدي اعتذارا

إليه على الحقيقة صح مبنى

عدى المنصور في الحدثان رشد

ولاقى نحسها وأضاع يمنا

تعرض من ولايته استقامت

فألزمها الهدى إنسا وجنا

ومن بغداد أشخصه فأخلى

جوار الله منه هناك سكنا

وأبعده نوى عن قرب جد

له من قاب قوس كان أدنى

ومن عجب شفى منه حقودا

طوت عللا وأدرك ما تمنا

وقد بعث الربيع إلى فناه

ليأخذه وجنح الليل جنا

تسور سطح دار علاه ليلا

فداس به لطير القدس وكنا

فلم يمهله يلبس برد مجد

عليه أضاعه ذيلا وردنا

فأخرج حافي القدمين يدني

خطاه ظهره بالهون أجنى

يؤم القبة الحمراء فيها

حسا المنصور أكؤسها فغنى

وكان عليه ممتلئا ظغونا

له شحن الشقا صدرا وبطنا

فسل بوجهه سيفا صقيلا

وكان الحتف منه إليه أدنا

وحين رأى النبي نهاه زجرا

تطاير جأشه فرقا وجبنا

فقال له أتقتله جهارا

ظننت أبا محمد ليس منا

عليك الوزر إن تقتله ظلما

ومن ملك الزمام له المهنا

فسيره واضمر بعد هذا

له في قلبه حنقا وضغنا

ودس له بصفو العيش سما

به ثمر الردى المحتوم يجنى

ويوم مض بعين الله نحبا

عليه بكى الهدى أسفا وحزنا

وشيعت الملائك منه نعشا

به طلبت من الرحمن إذنا

وتلعن ظالمي أبناء طه

وتتبعهم ليوم الحشر لعنا

وفي التنزيل قال الله حقا

لهم إن عدتم في الدهر عدنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة