الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » بدا نجم سعد ما عهدناه غاربا

عدد الابيات : 40

طباعة

بدا نجم سعد ما عهدناه غاربا

حوى من ذرى العلياء سناما وغاربا

هو ابن علي المرتضى من تبلجت

مناقبه مثل الدراري ثواقبا

فتى أنجبته حرة حنيفية

يذب عن الدين الحنيف محاربا

أخو الحسنين الأنجبين محمد

أبو طالب أجراه للحق طالبا

فلم تر شهما في القبائل مثله

زعيم وغى من آل غالب غالبا

فكم جولة يوم الوغى لابن خولة

تغادر آسار العرين ثعالبا

وكم كتب علم حاز غامض سرها

وحطم في زحف الخميس كتائبا

غذاه أبوه يافعا درة الإبا

فشب وللبيض الظبى كان صاحبا

فسل عنه في الأقران وقعة عسكر

وصفين قبل النهروان مخاطبا

يفوه عليه المجد في أحسن الثنا

ويبدي به الذكر الجميل مجاربا

تضيق على كتفيه فضفاضة العلى

وفاضلها يجريه في الأرض ساحبا

متى لمست عفوا له أنمل الردى

تطلع صلا في المغارة واثبا

تراه إذا ما صرت الحرب نابها

بصمصامه وجه الكتيبة ضاربا

تدور عليه الحرب كالقطب ثابتا

وبين يديه الموت قد فر هاربا

وقد أخرس الأبطال في الروع منطقا

وقد قام في ظهر المطهم خاطبا

عباب علوم قد تكون صدره

وقد أذهب الرحمن منه المعايبا

فلا يدعي يوما علو مقامه

من الناس إلا كان بالقول كاذبا

شديد القوى يوم الوغى يحمل اللوا

وما ضعضعت منه الكريهة جانبا

ضنين على قبض اللواء بكفه

وبالنفس في الهيجاء تلقاه واهبا

فلم ينج منه في الهزاهز هارب

ولا رد عنه آمل الجود خائبا

وشمس الضحى عن أفقها قد ترجلت

غداة رأته في ذرى المجد راكبا

وابيض وضاح الجبين بنوره

جلا من خطوب الدهر سودا ثواجبا

يرى مثل بدر التم والنقع مسدف

يشق محياه المنير الغياهبا

فلو لم يكن للفضل أهلا وانه

يرى العدل فرضا جاء بالحكم واجبا

لما نسبته للإمامة أمة

أضاعت من الشرع الشريف المذاهبا

قفت تلك كيسانية تنهج الشقا

وللحق كل منهم ظل غاصبا

أبا هاشم يكنى ومن خيم هاشم

على منكبيه المجد أرخى الذوائبا

لقد عقدت تاج العلى فوق رأسه

وزرت عليه المكرمات جلاببا

وحيد بلا ثان لدى كل معضل

ثنى بالجزار العضب تلك المواكبا

إذا لبس الدرع الدلاص وجدته

لنفس الردى في المأزق الضنك سالبا

وغارته الشعواء في كل موطن

لعمرو العلى عمر المنية ناهبا

وأخجل في الأرض البحور نواله

ومن جو أعنان السماء السحائبا

هزبر وغى يبغي القلوب مطاعما

له وأساريب الدماء مشاربا

فيا ليته في عرصة الطف حاضر

ليظهر في عين العصور العجائبا

لقد عاقه عنها ظنى شف جسمه

وأقعده عما له كان راغبا

أسيفا غدا رهن الحياة وإنه

تجرع في فقد الحنين المصائبا

فما حاله لما درى سبت العدى

كرائم وحي للرسول ربائبا

وطافت بها الأعداء شرقا ومغربا

تجوب قفارا للفلا وسباسبا

وسيقت سبايا للدعي وصفدت

أكف الشقا منها الطلا والمناكبا

تمنى بأن لم يبق حيا ولم يكن

يكابد من ريب الليالي النوائبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة