الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » زها زمنا روض الشبيبة مونقا

عدد الابيات : 55

طباعة

زها زمنا روض الشبيبة مونقا

وقد جف عودا بعدما كان مورقا

عليه سرى برق الحوادث قادما

وميضا بنبراس الحريق تألقا

فأصبح تذروه الرياح بمورها

هشيما هباه انبث غربا ومشرقا

فمن كان طوق العز قد زان جيده

شدا دنفا يشجي الحمام المطوقا

يسيل عذيب الدمع والوجد بارق

بأحشائه ينحو العذيب وأبرقا

خليلي هلا تسعداني ففيكما

تصوب عيني عارض الدمع مغدقا

تضاعف وجدي مذ ضعفت عن الهوى

فديتكما بي إن هلكت ترفقا

وعوجا على أرض الحمى إن لي بها

فؤادا دعاه الركب بالبين شيقا

فثم مناخ للنفوس ومعقل

له الطرف حث السير والقلب أعنقا

أبلغ صحبي فيه أن يطلبوا المنى

لعان بأعيان الهدى قد تحققا

هم معدن التنزيل والوحي والهدى

وموئل جم الفضل والعدل والتقا

ومنهم فتى يدعى أبا الفضل من له

عزائم أردت عصبة البغي والشقا

فتى للمنايا حيدر قد أعده

ورشحه شبلا وقد شب معرقا

فتى كاشف من خطة الخسف ضيمها

وفاتح باب الحرب إن ظل مغلقا

فتى حالف الهيجاء من صدق عزمة

وأعطى لها بالقتل عهدا وموثقا

هو القمر الوضاح من آل هاشم

بدا تحت ستر من دجى النقع مشرقا

ينادي أنا العباس لا أرهب الردى

وإن زاد إقداما لدى كل ملتقى

بإحدى يديه قائم السيف ثابت

وأخرى اللوا فيها وفي كتفه السقا

على سابح نهد تقدم غائرا

وبحر المنايا بالنجيع تدفقا

فما قابض الأرواح أهيب منظرا

من ابن علي شكله ان تخلقا

من الحلق الماذي أحكم لامة

إذا ما رآها طائر الموت حلقا

ونثرته في الروع تلقاء نحره

بطعن العوالي سردها قد تخرقا

مفرق جمع الجيش في كل موقف

به أرعد الموت الزؤام وأبرقا

فلو رام من نهر المجرة موردا

لأرخى لها منه العنان وأطلقا

قفا دون ورد الماء مشرعة القنا

وأجرى لها خيلا من العزم سبقا

فنكس أبطال الوغى عن خيولهم

ومن فرق جمع الضلال تفرقا

وهام العدى بالمشرفي تساقطت

ولم ير إلا صهوة المهر مرتقى

فمد يديه للفرات وقلبه

بحر الظما الذاكي شظايا تحرقا

ومذ مر ذكر السبط منه بخاطر

أبى شيمة طعم الروى أن يذوقا

ملا من شآبيب الفرات مزاده

وآب وفيه موكب العزم أحدقا

كمنفلق الصبح استنار جبينه

وصارمه قد راع للموت فيلقا

غداة رأى حمر المنايا كواعبا

لها مال شوقا واستهام تعشقا

يخال مذاق الحتف في فيه شهدة

ويحسبها في الكاس راحا مصفقا

تراه العدى ليثا من الأجم هائجا

وصل صريم ينفث السم مطرقا

توسط في الهيجاء حتى بنيلها

سقاه وأطراف اللوا قد تمزقا

ومنه اللوا ما طاح حتى برى القضا

لساعده زندا وأوهن مرفقا

لئن عز أن يسقي الفواطم ماؤه

فمن دم لباة العدى الأرض قد سقى

فعرض نحرا للمواضي وللقنا

محيا فكانا للسقاء هما الوقا

فهانت عليه نفسه يوم قتلها

وعز عليه ماؤه يوم أهرقا

فلله مقطوع اليدين ونفسه

امام حسين لا يحب لها البقا

وكان عمودا للهدى فأصابه

عمود فأرداه بوجه الثرى لقا

فنادى أخاه فاعتلى العزم

فوافاه مذ أحنى عليه وأشفقا

بكى السبط حتى كاد إنسان عينه

يخلص في الآماق دمعا مرقرقا

وقد أوشكت من لاعج الوجد روحه

على فقده ان تقضي نحبا فتزهقا

أخي كسرت الظهر مني بمصرع

أشاب من الأيام فورا ومفرقا

بقتلك طرف الغي خالطه الكرى

وطرف الهدى في كل ليل تأرقا

وعزمك لي قد كان في كل شدة

لدى الهبوات السود سورا وخندقا

عليك بنات الوحي أعطت يد الجوى

لها كبدا حرى وجيبا مشققا

وسيمت عرانين الجوى فيك جذعها

وما وجدت للعز بعدك منشقا

وقلب العلى أضحى بمخلاب طائر

عليك بآفاق السما قد تعلقا

شهادة دين حزت وافر أجرها

متى تدعي فيها لك الحق صدقا

وتغبطك الدنيا عليها نفاسة

وقد كنت للدنيا قديما مطلقا

أرى كل بدري تقدم سابقا

برتبة بدر الهاشميين ملحقا

فكل سعيد لم ينل بعض حظه

وكل شهيد مثله ما توفقا

إليك الثنا أهدي لكي أنت في غد

تصيرني حرا من النار معتقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة