زهت ابتهاجاً ليلة الأسراء

فحكت شعاع الشمس بالأضواء

وتشكلت فبدت بأحسن صورة

نشرت ذوائبها على الخضراء

وتبلجت نوراً بآفاق السما

قد شق كل دجنة الظلماء

يا ليلة القدر التي قد شرفت

قدراً وحازت أعظم الأنباء

لك ليلة الأسراء حين تقدمت

قالت أجل جدي المسير ورائي

عرج النبي على البراق بها وقد

جلى على العيوق والجوزاء

صلى إماماً والملائك خلفه

وبه اقتدت زمراً بكل سماء

من قاب قوسين استقل محله

بمكانه كبرت على العظماء

والله فوق العرش أقعد شخصه

وحباه منه بعزة وثناء

والمسجد الأقصى المقدس زاره

واحتل منه بأشرف الأفناء

هو معبد للأنبياء ومشهد

للأوصياء ومعقل العلماء

ومقام يحيى والمسيح وأمه

أكرم بها من حرة عذراء

والمسلمون به أحق وراثة

نقلت من الآباء للأبناء

كيف اليهود به يقر مساكناً

معمورة وتشيد كل بناء

وبكل معترك تمج نصولهم

بدم حوته مناحر الشهداء

الله أكبر تلك أي رزية

دهت العلا من أفظع الأرزاء

يا غيرة الإسلام هبي غضبة

بعواصف بذخت على النكباء

هلا تجرد شوسها بيض الظبى

وتقود كل طمرة جرداء

وتناجز الأبطال يعرب موقفاً

تغلي لديه مراجل الهيجاء

نسيت مناجيد اليهود مواكباً

لمحمد كثرت بلا إحصاء

وغداة خيبر حيث دمر جيشها

أسد رمى نقماً على الأعداء

هز الحصون بقلع باب مرتج

ذاك السميدع باليد البيضاء

ذاك الفتى صنو الرسول وصهره

يدعى وزوج البضعة الزهراء

سماه بارؤه علياً في السما

شق اسمه من مصدر العلياء

لم تعتبر من فتك أحمد أمة

بغت الضلال وسطوة الخلفاء

أطفى لعمر الله نارهم كما

يطفى الحريق برشح برد الماء

ومعاشر أيديهم مغلولة

كل يصول براحة جذاء

هذي العلى تدعو فوارس يعرب

وتريد ثورتها من الأحياء

عهدي يلبون الصريخ وسمعهم

يوم الوغى يصغي لكل نداء

أترى فلسطيناً تقر بها العدى

والموت يرمقها بعين الرائي

وعيون عاصمة العراق شواخص

تزجي رعيل كتائب الزوراء

أين الأسود وغابها في كربلا

وحمى الغري وأرض سامراء

عرب زكت خيماً وطابت محتداً

أضحت حمايتهم بلا أكفاء