الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » أخذ الريع من دموعي حذاره

عدد الابيات : 45

طباعة

أخذ الريع من دموعي حذاره

كاد يمحو مسيلها آثاره

وغدا يتقي لقلبي لهيبا

ناره من جهنم مستعاره

شهدت خضرة الرياض لدمعي

إنه عن دم يذيع احمراره

من لصب ساوت خطوب الليالي

نصب عينيه ليله ونهاره

صبره عاثر بتلك المغاني

بخطاه فمن يقيل عثاره

لو أعير الفؤاد مني جناها

كامن الوجد بالخفوق أطاره

كل واد دمعي ملا منه بطنا

بدم أشبه الحيا مدراره

طرقت في القلوب ظبية دهر

فتت بالمرور منها المراره

لرزايا عقيلة من بني الوحي

بهم أظهر العفاف شعاره

جدها قد دنا من الله قربا

قاب قوسين وازنا مقداره

وبه باري السموات قدما

قد أرى الخلق نوره ومناره

وأبوها الذي على الطور ليلا

للهدى آنس ابن عمران ناره

ذاك للمؤمنين أعلى أمير

وعليهم له استطاعت إماره

مريم بالعفاف تقصر عنها

حيث فاقت بالفضل حوار وساره

صدرها عيبة العلم أضحى

أودع المرتضى بها أسراره

فإذا قيل من أجل البرايا

بيمين العلى أتتها الإشاره

شيدت في مراكز القدس دارا

فغدت للكواكب الشهب داره

حين جبريل خادما قام فيها

ربه زاد قدره واعتباره

خل في بيتها الفخار حباه

والنهى عاقد به أزراره

عصمت نفسها فكانت لباري

الخلق بالعدل والتقى أماره

فضلت في الورى بألف دليل

واضح نوره وألف أماره

سكنت منزلا تود الثريا

لثراه تهوى وتحسب جاره

زينب بنت فاطم يغفر الله

لمن أم قبرها بالزياره

بعد ذاك الخباء والعز تسبى

فوق عيس للبر جابت قفاره

كورت من جلالها شمس قدس

حين للأسر اركبت أكواره

لا تحس النياق بالسير منها

همس نطق يبدو لفرط الخفاره

بحيا ماء وجهها أخضر عودا

غرس دوح العلى فأبدى ثماره

يهتدي النجم في الدجى بسناها

بذرى الجو مرشدا سياره

قد تلقت من أمها المجد إرثا

يوم ماتت ومن أبيها فخاره

أرضعت درة النبوة حتى

نشأت للهدى فحازت وقاره

كيف لابن الدعي زينب تهدى

ويرى شأنها الرفيع احتقاره

يابن مرجانة دعته خطابا

لترى خزيه الأيام وعاره

واستخفت بكبرياء يزيد

صغرت قدره وأبدت صغاره

خطبت خطبة بها أحيت الدين

وأبدت من الهدى آثاره

ولدين الإله كانت ظهيرا

قد أبانت بعد الخفا اظهاره

قد تشكت جور الزمان فراحت

وهي في ذرى الخلد جاره

كم بتبيان فضلها من كتاب

جاء بالذكر واضحا بالعباره

ربح المرتجى الهدى في ثناها

تلك للعاملين نعم التجاره

فجدير ينمق النعت صحفنا

من علاها تتلو الورى أسطاره

ولها هيبة بها لازم الليث

شراه والأفعوان وجاره

كم ألانت بخطبة أنشأتها

قلب خصم قاس كمثل الحجاره

عرفت فضلها الملائك والجن

مع الإنس لم تطق إنكاره

نبأ الذكر عن تقاها وأبدى

غامض العلم باسمها أخباره

يكشف الليل نورها إن تبدت

وتجلى من الرشاد نهاره

دار في دارها الهدى فاستقلت

منه في عزها بأرفع داره

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة