الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » لمن الرواسم بين تلك الأرسم

عدد الابيات : 70

طباعة

لمن الرواسم بين تلك الأرسم

عجت ترجع بالحنين المرزم

حملت حدوج سراتها فتمايلت

بسراة كل مذلل ومخطم

قد أوحشت تلك المغاني فاغتدى

يبدي الأغاني وحشها بترنم

والربع أخرس بعدهم لكنما

للطير فيه مناطق لم تفهم

ووقفت إنسان النواظر سائلا

عن عربها أطلال ربع أعجم

يا ربع أين نأى القطين عشية

في كل صعب بالسرى متجشم

هل أنت تفصح لي كلاما شافيا

لضنى فؤاد بالغرام مكلم

إن أخمدت نيران حبهم فقد

شبت به حذوات قلب متيم

أو أمحلت تلك الربوع فإنها

مخضلة بدموع صب مغرم

أفدي الألى ساروا كشهب دياجر

سيارة من تحت أغبر أقتم

والليل واراهم بساهم منظر

قد شق من حلك الغراب الأسحم

من كل هفهاف القميص بأنفه

شمم سوى روح الأبي لم يشمم

كالبدر عارضه يشق لدى السرى

رهجا يثار كعارض متجهم

ركاب كل مخوفة ركب الدجى

حتى طواه بحافر وبمنسم

جاءت على القود السلاهب فتية

يغتادها سبط النبي الأكرم

فسرى فطامي الوغى باجادل

من حول أوكار المنايا حوم

حلت بعرصة كربلاء أمية

فيها أحلت قتلهم بمحرم

قوم إذا اشتبكت أنابيب القنا

طعنوا بكل مثقف ومقوم

فهم غطارفة الحفاظ تطلعوا

بالبيض بين متوج ومعمم

فيهم أبو الفضل المجلى العلى

بمطهم نهد القصير أشيظم

لم أنس نجل المرتضى متقدما

للجيش يزحف باللواء الأعظم

هو شبل معركة نماه حيدر

أكرم به شبلا لحيدر ينتمي

فتراه يزأر كالشمأزر مغضبا

فيهم ويهدر كالفنيق المقرم

قمر لهاشم قد تطلع مشرقا

في ليل حرب بالقساطل مظلم

ولدى المنايا السود لاح كغرة

بيضاء واضحة بجبهة أدهم

مقدام حرب ما رأى ملمومة

قد شمرت إلا وقال لها اقدمي

بطل كمي إن عرته ملمة

تلقاه فيها مثل طود يلملم

لبس المفاضة وهي أنعم مطرف

ضاف عليه من الحديد منمنم

فكأنه والحرب توقد نارها

علم يموج من النجيع بعيلم

قد خاض مذ ورد الفرات بسابح

غمرات بحر دم غزير مفعم

حفظ الوفاء وقد أبى بحفاظه

عند الظما عن شرب ماء العلقمي

ما ذاق بارده وحر فؤاده

متوقد مثل الحريق المضرم

فطغى الفرات بمد نائل راحة

منه تفيض كمد بحر خضرم

وملا السقاء من المعين وقد علا

صهوات مفتول الذراع مطهم

ثم انثنى نحو المخيم راجعا

كضبارم نحو الغريف مهمهم

فبدت له شمس الحديد ودونها

أركام جيش بالقتام مغيم

فجلى غياهبه بومض مهند

ماضي الشبا صافي الحديدة مخذم

والموت يرشح من لسان سنانه

كرشيح سم من ملاغم أرقم

فترى العدى مثل البغاث تروعها

في الجو صرصرة لنسر قشعم

قرت كأمثال الثعالب مذ رأت

علما يرف بكف ليث معلم

الباسل العباس من يلقى الردى

بطليق وجه ضاحك متبسم

إن حطم الهيجاء وزم ثقالها

لا بدع فهو ابن الحطيم وزمزم

أنسى غداة حمى ظعينة مجده

في العرب ذكر ربيعة بن مكدم

ما زال في ضنك المجال يشلها

مثل النعاج بوثب عزمة ضيغم

حتى إذا نفذت سرائر حكمة

رسمت على لوح القضاء المحكم

قطع الردى منه أيادي وصلها

بالفضل أحيا كل عاف معدم

والشرك أرداه بضرب عموده

ملقى فدق عماد خير مخيم

فهوى كبدر دجى تكامل نوره

فوق البسيطة عن سماء الأنجم

وافاه سبط محمد لما وعى

عند الفراق له نداء مسلم

فرآه مقطوع اليدين مضرجا

بدماه مرضوض الفرا والأعظم

فهوى عليه والعيون سوافح

عن حر قلب موجع متالم

اليوم فل لساعدي يا ساعدي

بك غرب سيف في القراع مصمم

اليوم فيك فقدت عدوة سابق

وشباة قرضاب وعامل لهذم

أخي لو أبقيت بعدك في الورى

حيا لتم العمر فيك بمأتم

لكنني بك عن قريب لاحق

والسن فيك مشيبه لم يهرم

فسبقت حين وفيت عهدا للعلى

بأغر فينان السبيبة صلدم

وتركتني ما بين أشقى عصبة

كفرت وما في جمعها من مسلم

فقضى أبو الفضل المهذب نحبه

وذمامه في الحرب غير مذمم

ومضى أبي الضيم عنه مكابدا

زفرات وجد في الفؤاد مكتم

وغدا ينهنه شجوه وعيونه

تكف الدموع كصوب وبل مثجم

كي لا تراه الفاطميات التي

بسوى السهام رضيعها لم يفطم

أمست سواهر بعده بنواظر

منهلة عوض المدامع بالدم

هتفت بعاصمها ولم تعلم به

عن دفعها أضحى قصير المعصم

حامت كسرب قطا باجراع الفلا

لم تلق في وسط الحبالة من حمي

يا أيها الغادي الذي برجيفه

شد الرحال على ذلول شدقم

عرج على وادي الغري مغربا

غوث الورى ليث الشرى المتأجم

قل يا أبا حسن بناتك أبرزت

أسرى لعبد أكوع مستخدم

هذي بنوك على الرغام قد انثنت

بمعاطس دون الحمية رغم

لا صبر أو تسقى العدى كأس الردى

يوم الكريهة وهو مر المطعم

وتبيد من بشبا الحديد مقنع

منهم بيوم بالعجاج ملثم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة