الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » عذبت لنظرة عينك الأرياف

عدد الابيات : 42

طباعة

عذبت لنظرة عينك الأرياف

وعلا لداعية المنون هتاف

فدع الهنا وانهض لكل ملمة

منها على الخطر الرفيع يخاف

بنت المهالك للفخار منازلا

لمقرها تتنافس الأشراف

تأبى الكرام بأن يضام حفاظها

ومن الحمية ترغم الآناف

من لم يذب عن الإباء بنفسه

فلقد عداه العدل والإنصاف

أوما دريت ابن الزكي بكربلا

بالمجد قد كرمت له الأوصاف

سمته ألسنة الصوارم قاسما

زمرا تعد بزحفها الآلاف

نصر الحسين ولم ترع عزماته

تلك الصفوف ومثلها أضعاف

فبكا لموقفه هنالك عمه

وعليه أرسل دمعه الوكاف

فكأنه بدر بنور جبينه

لظلام داجية الوغى كشاف

وتسور مثل الأفعوان قناته

بلسانها حتف يمج ذعاف

بالطعن إن يعوج عاملها يرى

لقوامها المقدار وهو ثقاف

والخيل ما عرفته حتى خضبت

منه بفيض دمائها الأعراف

حملت عزيمته الجبال من الوغى

نهضا وما وهنت لها أكتاف

لم تستطع صيد القروم تقلها

ثقلا وهن لمنكبيه خفاف

بمكره مهما العداة تكاثرت

فله المنايا في الوغى آلاف

فاحتل وسط الحرب قطبا ثابتا

دارت عليه من القنا الأطراف

خفقت رياح الموت وهي زعازع

وبها يرف قميصه الهفهاف

ومتى لأيك الموت غرد طائر

تهتز من طرب له أعطاف

وحسامه برق تألق ومضه

ولقبض أرواح العدى خطاف

نزلت بموكبه القشاعم سغبا

فشبعن منه لأنها أضياف

ومن النجيع غدت مضارب سيفه

ريا وشف القلب منه جفاف

من مثله شهم يروق لعينه

مرأى المنية والحياة تعاف

فإذا القضاء رمى وفوَّق سهمه

فله جوارح جسمه أهداف

شغف الردى حبا بهيكل مجده

ولقلبه بهواه هام شغاف

حيته أبصار المنية كعبة

فلها بموكبها عليه مطاف

تبت يد الأزدي يوم نضى له

سيفا براه من الشفا إرهاف

بنجيع مفرقه تضمخ فوقه

برد يفوقه حيا وعفاف

بدم الشهادة غسلته يد الردى

فبكت له الأرماح والأسياف

حين استغاث بعمه وافاه وال

أقدار دون قوى يديه ضعاف

فرآه ترب من محاسن وجهه

فوق البسيطة جوهر شفاف

فتخاله لما تبدد في الثرى

عقدا تظن بدره الأصداف

شبل بسالة جأشه فغرت بها

هيجاء ساعرة لها أجواف

لهفي له حين الحسين أقله

واستقبلته غطارف أحلاف

شربت بمقلته عصابة هاشم

كأسا بها الموت الذريع يداف

كم ثاكل هتكت عليه خمارها

وعليه شقق برقع وطراف

هملت عليه أسى عيون حرائر

بدم الحشاشة ماؤهن مضاف

غض الشبيبة لم ترق تعطفا

تلك اللئام عليه والأجلاف

حجب الردى قمرا له دجت السما

واسود وجه الكون فهو غداف

لا در بعد ابن الزكي من الحيا

درر ولا بريت له أخلاف

خطب تشق به المرائر لوعة

ومن النواظر يستهل نطاف

أبدت صنوف النوح فيه بنو العلى

مثل الحمام ونوحها أصناف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

62

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة