الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » لعمر العلى ما كل من طلب الفخرا

عدد الابيات : 30

طباعة

لعمر العلى ما كل من طلب الفخرا

شهيد وحد السيف يقتله صبرا

ينال مقاما ناله الحر ساميا

بسؤدده الوضاح طال ذرى الخضرا

كريم إذا الضيفان حلت فناءه

أصاب بماضيه لسرج الندى جزرا

ونفس له تهوى المعالي نفيسة

بخطبتها للمجد كم بذلت مهرا

بها جاد يوم الطف لما تذكرت

تخلد بعد الموت في نعتها الذكرى

وعاف من الأيام زهرة عيشها

ومال إلى نصر ابن فاطمة الزهرا

ولله بالإقبال أخلص توبة

بها رفض الدنيا غداة هوى الأخرى

فأقبل نحو السبط وهو من الحيا

على وجهه ألقى أنامله سترا

تعذر عما قد جنته يمينه

ومنه ابن بنت الوحي قد قبل العذرا

فما كان يدري آل حرب عداوة

تصرف في حد الظبى نحوه أمرا

وتمنعه عن ورد ماء قضت به

صحابته نحبا بأفئدة حرى

ولما عفا عنه الحسين وخصه

بعين الرضا منه هوى ساجدا شكرا

وبالإذن منه سار للحرب فارسا

على مرقب الهيجاء تحسبه صقرا

فواجه وقع البيض في حر وجهه

فمن مثله سمته أم العلى حرا

ونازل فرسان المنايا بصعدة

كصل النقا لكنها الصعدة السمرا

وريح الردى بابن الرياحي مهبها

يثير غبار الأرض في أفق الشعرى

فأعطى بضرب الهام للسيف حقه

ومنه فدى دون ابن خير الورى عمرا

أجل لو رأى أغلا من النفس في الوغى

مبيعا غداة السوم أرخصه قدرا

ولكن بذل النفس أبعد غاية

من الجود شطت من يحيط بها خبرا

رمى في المنايا صدر كل كتيبة

وقد كلمت بيض المواضي له صدرا

وحين هوى من فوق سرج جواده

كمثل هوي النجم فوق ثرى الغبرا

سعى نحوه سبط النبي وقلبه

حزين ومنه العين باكية عبرا

أتاه فألقى رأسه فوق زنده

ومن الردى قد خضب الوجه والنحرا

وعن وجهه في كفه مسح الدما

غداة جرت منه الهدى ضاعف الأجرا

فقال له قد عشت حرا بالفنا

سعيدا توافي عند موقفك الحشرا

تلفك بالرضوان أزكى شهادة

غدا وجميع الناس أجسامهم تعرى

لمثلك كانت في الوجود معدة

فسوف بيوم الحشر تجعلها ذخرا

فتلك التي صفتك من كل وصمة

فأفرغك المجد الأثيل بها تبرا

فمن زار بعد اليوم قبرك خالصا

بنيته حط الإله له وزرا

وعوضه يوم الجزا عن زيارة

من الأجر ما فضل الحسين له اجرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

62

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة