الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » قف سائلا أطلال رسم عاف

عدد الابيات : 70

طباعة

قف سائلا أطلال رسم عاف

عن جيرة الأحباب والألاف

خف القطين عن الديار فلا ترى

فيها سوى نؤي وسحم أثافي

لا إلف يمحضني الوداد مخلصا

كلا ولا خل هناك مصافي

فشكوت من ألم الفراق بها كما

تشكو الطلائح من وجا الإخفاف

فلئن أعلتني المنازل بعدهم

فعليل أنفاس الصبا لي شافي

قد صوحت منها خمائل طرزت

أكمامه بالرند والخضراف

كانت بها البيض الحسان وإنما

وربوعها مخضرة الأكناف

تلك الكواعب ما حوت أمثالها

جنبات مرتبع ولا مصطاف

علق السهاد بمضجعي ونواظري

هجرت لقا النوم العزوف الجافي

حي تشتت شملهم بيد النوى

لما ألم بهم نعيق غداف

تظن عيني نحو عارض رودة

طمحت فجادت بالحيا الوكاف

أو إنها نظرت لنضرة روضة

غناء مخضبة من الأرياف

لا والذي رفعت إرادة أمره

في الناس بيت الوحي خير مطاف

لكنما عيني لهم تبكي فتى

رحب المبأة مطعم الأضياف

يدعى علي بن الحسين وشأنه

عند الأكابر أكبر الأشراف

وأشم تسمو العز منه مخيلة

من هاشم العليا وعبد مناف

تنميه أقران العلى لجحاجح

صيد الرؤوس شوامخ الآناف

اسد تقلد ذا الفقار بجيده

سيفا يفل مضارب الأسياف

ذات الفضول عليه أفرغ نسجها

فضفت كنسج الأتحمي الضافي

إن تسأل العلياء عن أحسابه

تبدي مثال لآلئي الأصداف

وتقول ناظمة عليه بنعثها

عقدا تفضله بغر قوافي

هذا ابن خير مفضل وطأ الثرى

من كل منتعل بها أو حافي

هذا ابن من في الروع قوم سيفه

لقنا الهدى عوجا بغير ثقاف

هذا الذي ولدته بيض عواتك

نشأت بصون تحجب وعفاف

يجري مع الأقدار صارم عزمه

يوم الوغى وفقا بغير خلاف

لكنها إن أثبتت بصروفها

نفسا محاها منه صرف نافي

قسم الردى نصفين منه بضربة

لم تعد وزن العدل والإنصاف

فإذا اعتلى ظهر الكميت رأيته

يردي الكماة بعزمه الكشاف

في كفه صافي الحديدة مرتو

علقا وقد منع المنير الصافي

وفريد مجد قد حباه المصطفى

بثلاثة من أحسن الأوصاف

خلقا وخلقا بالعيان ومنطقا

قد تم أضعافا على أضعاف

وعليه قد خفق اللواء وطالما

عذباته نشرت على الأكتاف

وترد عنه الخيل وهي نواكص

كلمى الصدور دواعي الأعراف

منه الوغى سكرت بكاس منية

حب القلوب بها الحباب الطافي

ومضرج بدم الشهادة شاقه

طرب لها بترنح الأعطاف

فمشى لموردها يجر بخطوه

مرحا ذلاذل برده الهفهاف

أودى به ثقل الحديد فهب في

عزمات بأس للمنون خفاف

وقواه أوهنها الظما فمضى على

مجرى جوارح بالنهوض ضعاف

وأبى الحياة فآب من لهب الصدى

يبغي الفرات إلى أبيه موافي

أبتاه هل من شربة أكفي بها

حر الأوام روى وأنت الكافي

فثنى المئين بها فثنَّى عدها

وحباه منه بأحسن الألطاف

وبفيه قبله ومص لسانه

أترى جفافا يرتوي بجفاف

وغداة عز الماء أطلق طرفه

لحياض ورد للحمام ذعاف

وقد انبرى فردا ففرق عزمه

عدد الجموع وعدة الآلاف

فتوسط الهيجاء يحطم سمرها

فتناثرت قصدا من الأطراف

حتى إذا اعتاقته اشراك الردى

سلبته أي قوادم وخوافي

وبضربة العبدي خضب عارض

منه كلمحة بارق خطاف

من سيف منقذ لم يجد من منقذ

حيث القضاء نضاه بالإرهاف

قد شق مفرقه به فهوى له

من قبة العلياء أي طراف

لله من قمر بطلق جبينه

للشهب سامى أفخر الإصناف

قد باع نفسا منه في سوم الهدى

غالت بها الدنيا بلا إسراف

فوقى أباه بها فعرض جسمه

نصب الردى هدفا من الأهداف

وغدا يجود بنفس قدس جودها

فضل لقوم مسنتين عجاف

نادى أباه وبالمنية روحه

بلغت تراقيه على الاشراف

ذا أحمد جدي سقتني كفه

من كوثر الفردوس كأس سلاف

فدعا الحسين له على الدنيا العفا

والترب ذر على رجاه العافي

ابني عز علي تمسي في الثرى

وعليك أنفاس الرياح سوافي

وعن التراب وددت جسمك يلتقي

بالوضع بين ترائب وشغاف

قد كان يكحل بابتهاجك ناظري

بالموت لا أخفى جبينك خافي

أتذوق ليلي رقدة عن ليلها

وعلى صفيح الأرض طرفك غافي

ما شاقني لولا مقامك بالعرا

منهاج مهلكتي ولا إتلافي

إني وددت بأن أشاطرك الردى

لو عجل المقدار بالإسعاف

إن لم أمت وجدا عليك فأعين

إنسانها مغرورق بنطاف

فالنوم حرب جانبته محاجري

والوجد والأشجان من أحلافي

وعليك أيام المسرة بيضها

طبعت بسود للخطوب وحاف

ووجدت بعدك كل شهد طيبه

بسوى كؤوس الصبر غير مداف

مستأنسا بالموت أمضغ طعمه

أنس الفصيل بدرة الأخلاف

لم تنصف الأيام بعدك قسمتي

منحت بكل الوجد لا إنصاف

فالدهر غادر حي غالب بالفنا

بك واعتراه الخوف في الأضياف

خطب به مقل الحمية والابا

سالت دما بأباطح وشعاف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة