الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » تدلت لأفنان النقا عذباتها

عدد الابيات : 83

طباعة

تدلت لأفنان النقا عذباتها

وللورق سجعا أمليت فقراتها

ورقصت الأحشاء مني صبابة

عشية رقت بالغنا نغماتها

لها لم أزل أصبو بقلب مولع

ولي من عقابيل الجوى صبواتها

فشتان بيني والحمام إذا دعت

على الإلف أو هاجت شجى هدراتها

فإني من الواشي سهرت محاذرا

وتلك غفت أمنا وغابت وشاتها

وجد بي الوجد المبرح في الحشى

وقد أحرقت نبت الربى زفراتها

ذوت من أراك الصبر ريا عروقها

فما أفرعت في طلعها ثمراتها

وجفت لريعان الشباب نضارة

من العين قصت أثرها نظراتها

وفي طي أضلاعي أحاديث صبوة

كتمن بيانا والدموع رواتها

فما رضيت عن ناظري أرسم الحمى

وقد سقيت من مدمعي أثلاتها

تحاول من قلبي شظاياتها فتت

فذابت فأجرتها دما حسراتها

لئن بخل الحي الحلول بطيفهم

فعيني جادت بالحيا عبراتها

فكم طلبت في جهدها النفس منية

ولم تدن يوما بالمنى طلباتها

تؤمل أن تمحي غدا سيئاتها

وتثبت في يوم الجزا حسناتها

وما ذاك إلا في ولاء بني الهدى

أولوا الأمر في الدنيا هم وولاتها

غطاريف لبت للمقادير دعوة

فجدت سباقا للفنا حلباتها

سرى ابن علي موقظا عزم فتية

تميس على كتف السهى وفراتها

حماة حدود البيض تشهد أنهم

أعزة أحياء العلى وحماتها

جبال حجى طالت فزاحمت السما

وقرت على ظهر الثرى جنباتها

رواسخ بالأحلام كيف تقلها

من الخيل في يوم الوغى صهواتها

كأن المنايا السود في حومة الوغى

بغات وبيض الهند منهم بزاتها

إذا لمعت أسيافهم تحت قسطل

به الشهب ظنت أنها أخواتها

مناجيد كالأطواد ثابتة الخطى

إذا الحرب جالت بالمنايا سراتها

تخب بأدراع تضاعف سردها

لداود نسجا أحكمت حلقاتها

وركب حجازيين بطحاء مكة

بمولدهم عرفا ذكت عرفاتها

بهاليل ساروا والركائب باسمهم

تطوح فيها للمنايا حداتها

فأمت منى أرض الطفوف وبالمنى

لحرب العدى ترمي ضحى جمراتها

وعارين بالإحرام من كل وصمة

لطرز العلى لفتهم حبراتها

ومن حول بيت الوحي سبعا تطوفت

ولبت ولكن المنايا دعاتها

فحجت وسبط المصطفى الطهر كعبة

لهم ومحاريب الهدى حجراتها

وسيقت بحد السيف هديا فأصبحت

أضاحي تجري بالدماء طلاتها

مضوا فالمعالي الغر من بعد فقدهم

مدى الدهر لم يلق اجتماعا شتاتها

وأصبحت الآمال مثل سوالم

بقفر فلاة غاب عنها رعاتها

لئن نبذت قتلى عراة لدى العرى

فأرهب أسياف الحروب عراتها

وإن حملت فوق العوالي رؤوسها

فقد رفقت جمع الردى حملاتها

ومن عجب تشكو الظما وبنيلها

على الأرض يجري نيلها وفراتها

نشاوى بكاس المجد مالت بهامها

غداة جنت راح الردى نشواتها

لقد سامت الدنيا طلاقا فلم تمل

لبهجتها من رغبة شهواتها

فما ادرعت باللام إلا وأفرغت

عليها لأطراف القنا مهجاتها

أسالت بحر الطعن أنفمها الوغى

ومن دمها الجاري روت اسلاتها

فكم قد أماتت للقواضب في الطلا

حدودا ولكن لم تمت عزماتها

كرام تحي المرهفات بأوجه

وضاح جلتها بالنوال عفاتها

فما فاتها نهج الهدى في حياتها

إلى أن بأرض الطف حانت وفاتها

تؤم إليها الوحش ليلا تزورها

وقد أشرقت من نورها فلواتها

وتأتي إليها الطير صبحا تظلها

وقد ضمنت أفراخها وكناتها

وأجرت عليها الخيل حرب عداوة

فهشمن أضلاع الهدى عدواتها

قست شقوة منها القلوب كأنما

قد انطبقت طبع الصفات صفاتها

عن الورد ظلما حلأت سبطا حمد

وأردته طعنا في الوغى قنواتها

فقادت إليه جيشها وهو واحد

وقد شحنت بالرجف ستا جهاتها

فسامته أن يلوي على الضيم جانبا

وتخضع ذلا من ذويه أباتها

يمد يدا لابن الدعي وتنثني

وجوه حكت شمس الضحى جبهاتها

فشمر مذ قامت على ساقها الوغى

ففرت على رغم الأنوف طغاتها

لو ان الرواسي صادفت وقع بأسه

لهدت أعاليها وساخ ثباتها

إذا نطحت كبش الكتيبة همة

له أرهبت جأش الردى سطواتها

وإن سطعت نار بافرند سيفه

سدوف الوغى انجابت ضحى ظلماتها

سطى ثابت الأحلام تربو على الربى

إذا وزنت في الروع يوما حصاتها

إذا ما عدا فوق الكميت ابن غابة

تخال العدى مثل النعام كماتها

ولولا القضا أفنى الحروب بحربة

جموعا عدت نحو الضلال سعاتها

فما زال يردي الشوس حتى تفرقت

عليه بتفريق السهام رماتها

فلم يبق عضو منه في الروع سالما

سوى عزمة تردي العدى وثباتها

فخر من التوحيد هيكل قدسه

فمارت لإرجاء الثرى طبقاتها

وقد هز عرش الله حزنا وبدلت

سكونا لأفلاك العلى حركاتها

قد اتفقت كل الخليقة بالبكا

عليه وإن فيه اختلفن لغاتها

قتيل تود الكائنات بأسرها

له في فناء الطف تفدي حياتها

أريقت برغم الدين هدرا دماؤه

وللحشر تبقى لا تؤدى دياتها

فبالأرض والسبع السموات لم تكن

تعادل من تلك الدما قطراتها

تطهر أقطار البلاد بقطرة

تضوع عبيرا في الثرى رشحاتها

سقت تربة فيها ثلاثة أنهر

تفيض من الفردوس فهي شقاتها

حوت كربلا أزكى جسوم طواهر

فسامت ذرى أوج السما عرصاتها

تظللها عن حر هاجرة الضحى

عواري من شوك القنا شجراتها

وشقت بأطراف القنا لجسومهم

قبور حوت روض العلى حفراتها

على الترب صرعى غسلتها دماؤها

وقد كفنتها للصبا نسماتها

أتقتل صبرا فتية هاشمية

وتسبي على عجف المطا فتياتها

وتسري على أقتاب هزل روازح

بطاء بوعشاء السرى دلجاتها

يجشمها الحادي لدى البيد سرعة

فتعثر لكن لم تقل عثراتها

تنادي وما غير السياط مجيبة

وقد آلمت أكتافها هفواتها

وتقرع بالسمر الرماح رؤوسها

إذا قصرت في مشيها خطواتها

كرائم وحي الله في كل بلدة

أبيحت جهارا في السبى حرماتها

وقد هتكت حجب النبوة مذ بدت

حواسر ما بين العدى خفراتها

درت فاطم يا ليت فلطم لا درت

على ابن زياد قد دخلن بناتها

رواسف بالأصفاد لكن من العلى

تعرفها للناظرين سماتها

فيا وقعة الطف التي هي للهدى

رمت منكبا لما عرت نكباتها

بريب الليالي ما بغى الشرك مثلما

بغت لمنار الدين هدما بغاتها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

62

قصيدة

2

الاقتباسات

8

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة