تبلجت ليلة في سعدها طلعا

بدر الهدى وسناه للدجى صدعا

يا ليلة بصنوف البشر قد نشرت

في عاتق النجم فرعا نشره ردعا

كم للحقيقة مرآة بها جليت

وعكس كل ضمير فوقها طبعا

قد لفها اليمن في بردين من يمن

صنعاء تغبط نسجا منهما صنعا

طابت مواردها بالعيش سائغة

تفرق الوجد عنها والهنا جمعا

وأسفر الحق عن إيضاح طلعتها

كأنه نير في أفقه سطعا

والدين أصبح مرفوع العماد ذرى

غداة حمل الهدى في حجره وضعا

لله در وليد طاب عنصره

نشا من درة الإيمان قد رضعا

محجب لا ترى عين الوجود له

شبها ولا كل سمع مثله سمعا

سر من الغيب صدر الدهر ضاق به

وسعا ولكن بماضي عدله اتسعا

الله شرف يوما في خليقته

به سنا الحجة المهدي قد طلعا

إن غاب عنا فطرف الفضل منه على

تيقظ لجميع المسلمين رعى

إمام عصر يراعي أمة عرفت

مقامه وإليه أمرها رجعا

جدت بسنة جد منه واضحة

وبالمودة طافت حوله شيعا

كل تأرق للآمال ناظرة

بالانتظار حليف السهد ما هجعا

لذكره موكب تسري ركائبه

على القلوب فتسعى نحوه تبعا

بعدله يستظل الدهر مستندا

لم يدر من بأسه خوفا ولا فزعا

والأرض مبسوطة عدلا بمرهفه

فالذئب والشاء فيها يسرحان معا

يقيم قائم سيف لو يحكمه

على مجامع قلب الدهر لانخلعا

كم بالعدالة يحيى سيفه سننا

كما يميت لأعداء الهدى بدعا

يهوى ولكن لوجه الله معتكفا

وسيفه فوق هامات العدى ركعا

إذا تعثر في اللباة مضربه

له لسان المنايا لا يقول لعا

فيملك الأرض إن قامت عزيمته

بكل منصلت في حكمه برعا

فيطلب الثأر من قوم بغيهم

عن الورود حسين ظاميا منعا

فكيف يصبر عن خطب يكاد به

تهوى الجبال وتندك الثرى جزعا

يوم به بكت السبع الشداد دما

وجبرئيل بقلب الكائنات نعى

والدين رد يدا جذاء قاصرة

عن الدفاع وعرنين الهدى جدعا

والدهر أبصر في ليل الضلال عمى

وكلما سار في أبنائه وقعا

أضحى الهدى ثاكلا إنسان ناظره

وواجدا في الزمان الوجد والهلعا

بكى فما كفكف المقدار عبرته

ولا أجاب نداه الدهر حين دعا