ميلاد حامي حمى الإيمان
فهو علي علي الشان
شع به البيت يزهو نورا
قد دك قدماً لموسى الطورا
وفضله لم يزل مأثورا
نص به واضح البرهان
مولده كان وسط الكعبة
ومنه نالت علو الرتبة
ورفع الركن منه جنبه
مجداً على سائر الأركان
به تلقى قديماً آدم
من كلمات تزين العالم
أول خلق الوجود الخاتم
محمد والوصي الثاني
ألهمه الله منه العلما
طفلاً وأعطاه فضلا جما
عم به قد أتت مذ عما
نائله عالم الإمكان
مولى رقى كتف خير الرسل
وداس هام السها بالرجل
مهذب الفرع زاكي الأصل
وسيد من بني عدنان
للعلم خير الورى المختار
مدينة بابها الكرار
تحيى به للهى آثار
حقاً لدى السر والإعلان
ذلت قريش وفيها عزا
وقد نفى لاتها والعزى
بسيفه ذي الفقار ابتزا
عبادة الشرك للأوثان
مناره بالعلى لا يخفى
ونوره بالهدى لا يطفى
قد قرأ الوحي حرفاً حرفا
ومدحه جاء بالقرآن
صور باري البرايا شكله
بدر هدى لم يصور مثله
ما كان في الدهر شخص قبله
في الأنس طراً ولا في الجان
كم مشكل بالقضايا حلا
وكم طلاً بالعطايا حلا
ورتبة بالمزايا حلا
ينحط عنها ذرى كيوان
بدر طوى للعلى أبراجا
وقد قفا للهدى منهاجا
وبحر فضل نداه ماجا
باللؤلؤ الرطب والمرجان
جدل عمروا القا في الغبرا
ويوم صفين أخزى عمروا
سل أحداً إن تشأ أو بدرا
هل غيره قاتل الشجعان
يا مرحبا بالمجلي الغيهب
مذيق كأس المنايا مرحب
لما سطا مثل ليث مغضب
وجال في حومة الميدان
لخيبر هز ذاك الحصنا
والباب عن ضغطه ما أغنى
لو عادل الأرض يوماً وزنا
دحاه بأساً فتى الفتيان
يا ليلة لاح فيها حيدر
على الليالي استطالت مفخر
لقد حوت معدناً من جوهر
غال إذا سيم بالأثمان
كليلة القدر زيدت قدرا
قد أطلعت في دجاها الزهرا
وكرر الروح فيها الذكرى
مقدساً بارئ الأكوان
به إله السما قد أنعم
وباسمه حالفاً قد أقسم
بأن فيه الكتاب المحكم
معنوناً جاء بالتبيان
ملائك الأفق جابت أوجا
تهبط للأرض فوجاً فوجا
حيت فتى بالمعالي زوجا
لفاطم خيرة النسوان
أنس ليلاً سناه موسى
والطوى أمسى به مأنوسا
وقبله علم الناموسا
حقيقة الدين والإيمان
صلى عليه إله الخلق
ومنه أبدى سبيل الحق
في الغرب تثني العلى والشرق
عليه بالفضل والإحسان
الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...