الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » ما لهذا الدهر في الغي تمادى

عدد الابيات : 52

طباعة

ما لهذا الدهر في الغي تمادى

لم يرد نصحا ولم يبصر رشادا

ليت بيضا غودرت أعينه

وأعارت وجهه منها السوادا

قد أرى طرف الأماني غرة

غامر البحر وقد كان ثمادا

كلما وقر وعظي سمعه

نقص الوصل وبالهجران زادا

يا صروف الدهر ويك انصرفي

فقوى صبري مهما عدت عادا

لا يلين الخطب مني جانبا

خشنا قد صدع الصلد الجمادا

أينام الدهر في راحته

وبجفني همه بث السهادا

قد رأى القطان في أريافه

مزرعا أكمامه آنت حصادا

فتولى كل حين قطفه

ولقد أوشك أن يقضى نفادا

قرب الأوغاد أحبابا له

ورمى الأمجاد بالبعد فعادى

لبني أحمد أبدى حربه

وبنو حرب لهم أبدى الودادا

قاتلوا واستشهدوا في معرك

رشفوا كأس الردى فيه شهادا

سل عراص الطف عن أسيافهم

كم بها أرخصت الحرب ارتعادا

سادة في الأرض سادوا من بها

لا يريدون علوا وفسادا

أسسوا أركان أبيات الهدى

فبنوا من فوقها سبعا شدادا

قد رضوا ما رضي الله لهم

في البرايا وأرادوا ما أرادا

سددوا السمر وفي مركزها

أحكموا الغمر حمى الدين سدادا

طلبوا العز وهل غير الأولى

الطالبين قضوا منه المرادا

من يضوع الند في ناديهم

وبه داعي الهدى في الدهر نادى

جاوزوا حد المعالي وانتضوا

لمناجيد الوغى القضب الحدادا

أقدموا أسدا غضابا للردى

تحتها الجرد المذاكي تتهادى

انتحت أم المعالي بهم

فنشوا منها تواما وفرادا

كثروا بأسا وقلوا عددا

وحدود البيض أفنتهم امتدادا

إن تطل نجدتهم زحفا فقد

حمد السيف الذي طال نجادا

أو بدت في النقع دهما خيلهم

صبغوها بالدما جمرا ورادا

أودعوا للموت لبوا موكبا

ولهم شبل علي الطهر قادا

قتلوا صبرا بحرب بذلوا

جهدهم فيها وقد أدوا الجهادا

ونجيع الطعن في لباتهم

لمما خضب منهم وجعادا

ذا لحد السيف أعطى نحره

كرما منه وذا بالنفس جادا

نبذت أشلاؤهم فوق الثرى

وعلت أرؤسهم سمرا صعادا

سغبا صادية أحشاؤهم

في الردى ما أطعموا ماء وزادا

كيف فرسان سرايا هاشم

تنشر الأعلام بالزحف انعقادا

وغفت هاجعة أجفانهم

ولهم ظهر الثرى لان مهادا

ما دروا أن حسينا في العرا

عاريا قد تخذ الترب وسادا

وبني هاشم والصحب معا

صاح في شملهم البين بدادا

آل حرب منهم ما تركت

بشبا البيض عميدا وعمادا

خمدت نار الهدى من بعدهم

حق أن تذرى على الدنيا الرمادا

ومصاب فادح هز ذرى

يذبل حزنا وثهلان فمادا

يومه فتت أكباد الورى

ومن الأجفان قد بز الرقادا

يوم سيقت حرم الوحي به

حاسرات في الفلا تطوى الوهادا

معولات بصراخ فادح

بشظايا مهجة الدين زنادا

كلما أعينها ماء جرت

شعل القلب به تذكو اتقادا

قد روى البرق لظى زفرتها

وحكت من دمعها السحب عهادا

سلكت فيها الأعادي منهجا

بذلة العين به ترنو عنادا

تتهادى بين باغ شامت

وعنيد عن سبيل الرشد حادا

إن تكن أرجاس حرب أسلمت

فلقد حادت عن الدين ارتدادا

هدمت ركن الهدى عامدة

فعلى أي الورى تبغي اعتمادا

وأباحت حرمة ابن المصطفى

بعدما ألزمها الله العبادا

كم فرى سيف أمي ودجا

من بني الهادي وكم حي أبادا

ومصونات بأشعار العلى

بسعاها استوعب الغي البلادا

فكأن القوم من رب السما

أمنت بطشا ولا تخشى معادا

فمزيد الغيظ عن صدر الهدى

خص باللعن يزيدا وزيادا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

62

قصيدة

2

الاقتباسات

8

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة