الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » لا تسألن معالم الأطلال

عدد الابيات : 57

طباعة

لا تسألن معالم الأطلال

لم تستمع منها جواب سؤال

أوما ترى دمن الديار دوارسا

بعد الأحبة والربوع خوالي

روض بدمعك تربها إن لم يكن

بالبين قلبك للأحبة سالي

بالبين أوعدك الزمان فبادرت

يمناه منجزة بغير مطال

غابت شموس الحي عنك فاطلعت

للشيب في فوديك شكل هلال

وخط ألم فلاح لمع بياضه

صبحا بليل من سواد قذال

وخمود نار الحي خلف شعلة

بعوارضي اتقدت بغير ذبال

ربع تعطل بالنوى ولطالما

أمسى بسانحة الجآذر حالي

لم يبق بعد الحي في عرصاته

إلا أثاف حول نؤى بالي

رحل النزيل وأنت في آثاره

قلقل ركاب الصبر للترحال

فالركب آلى أن يعوم مواجها

وهج السموم بلج بحر الآل

يتعشق المومان في دلج السرى

سرعان فوق هوادج ورحال

تلقاء يثرب بالسرى متمنما

أكتاد كل شملة مرقال

متطلبا بشعاب مكة ندوة

من غالب لبست ثياب معالي

نحو القباب الحمر من مضر العلى

فيها مناخ رواحل الآمال

أوما درى بعد ابن فاطم قوضت

عنها قباب المجد والأفضال

للموت عرض شبل حيدر غلمة

وثبت وثوب ضراغم الأغيال

تنصل في ضنك الحروب على العدى

بأسنة نفثت سمام صلال

أعمارها قصرت غداة تقدمت

لطعان سمر في الكفاح طوال

طالت علا وكأنما أعمارها

بالموت أقصر من طروق خيال

قوم أقاموا الدين فهو موطد

منهم بقرع صوارم وعوالي

ثبتوا وأسد الغاب طائشة الخطى

والموت حام بضنك كل مجالي

في موقف من تحت عثيره علا

قرع الظبى بجماجم الأبطال

عجبا لهم قبضوا قوالم بيضهم

ببحور إيمان جرت بنوال

ما سابقوا الأقران إلا أدركوا

بالفتك منهم كل مجد عالي

حملوا بمزدلف الهياج فأطلقوا

أرسان خيل في الفرار رعال

وإلى الوغى انتصبوا على صهواتها

مثل الصقور على قنان جبال

وتجلببوا زرد الحديد مطارفا

فمشوا بهن سواحب الأذيال

فهم الغيوث بكل عام ممحل

وهم الليوث بكل يوم نزال

تنجاب قسطلة الوغى عن ليلها

بسنا زهير أم بضوء هلال

سل عنهم حجر الوغى كم بيضهم

رضعت نجيعا من صدور رجال

خطبوا بسمر قنا بصادق طعنا

في الروع لبت داعي الآجال

ميل العمائم تحت مشتبك القنا

يمشون تيها مشية المختال

والحرب مصغية لحسن خطابهم

شوقا وما سأمتهم بملال

كالبرق تلمع في القساطل بيضهم

وجيادهم كالرعد بالتصهال

بذلوا لدين الله منهم أنفسا

نفست على الدنيا فهن غوالي

من كل قرم مطمئن جأشه

ما راعه هول من الأهوال

نطح النجوم بعزمة يكبو بها

كبش الكتيبة عند كل نزال

يا فتية خفت لداعية الردى

ورست بأحلام لديه ثقال

حمت الهدى حتى أسال لها القضا

مهجا على أسل القنا العسال

صرعى بضاحية الهجير تفيأت

من شوك أطراف القنا بظلال

وعلى العوالي تستنير وجوههم

من كل شمس هدى وبدر كمال

وبنات أحمد بعدهم سلب العدى

منها غلائل عفة وجلال

برزت تعاتب قومهم فرأتهم

ثاوين فوق جنادل ورمال

فتراجعت والدمع فوق خدودها

ينهل مثل العارض الهطال

الله أي كرائم للمصطفى

هتفت بشجو النوح والأعوال

قصرت بضرب الاصبحية أذرعا

عن دفع نزع القرط والخلخال

كم حرة في الصون حجبها الحيا

أضحت بغير مضارب وحجال

وعزيزة شكت الهوان لندبها

فتساقطت منها دموع دلال

لم تملك الصبر الجميل عن البكا

لما ركبن على متون جمال

شقت صدور البيد فوق هوازل

أوهى قوائمها السرى بكلال

حرم تدافع باليمين عداتها

عنها وتستر وجهها بشمال

وقفت حواسر نصب عين طليقها

مصفودة الأعناق بالأغلال

رق العدو غداة في أسر السبى

بالعين شاهدها بتلك الحال

إن قلت في آل النبي مراثيا

قطع الصفا ذابت بحر مقالي

وإذا نظمت بهم ثنائي خلته

بسوالف العليا عقود لآلي

في الدهر إن عطلت يداي من الثرى

فالحظ مني في ولاهم حالي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة