الديوان » العراق » عبد المحسن الحويزي » هل من ضناي معالج يبريني

عدد الابيات : 44

طباعة

هل من ضناي معالج يبريني

في حي عالج أوربا يبريني

أسفا بذات البان بان تجلدي

وأطلت في الحنان رجع حنين

وبسفح بارق قد تالق بارق

أجرى دموعي كالسحاب الجون

أنا لم أزل دنفا يعللني الهوى

وغليل أنفاس الصبا يشفيني

أدرت مطوقة الحمائم إنني

هيجت فرط شجونها بشجوني

باتت على فنن تردد شجوها

فنا وبت مرددا بفنون

قلبي كمنتزح القليب نجيعه

ومن العيون يفيض ماء عيون

إن جن ليلي همت فيه صبابة

أنست بليلي صبوة المجنون

لو كنت أعلم للحوادث غيها

ما كنت ألبث بالعذاب الهون

سود الحوادث أرهفت لي بيضها

من فتكها درع اليقين يقيني

أسخطت دهرا خائنا بصروفه

عهد الرضا بخلافة المأمون

نصب الإمام ولي عهد بعده

ونفى خلافته لأهل الدين

ما تلك إلا خدعة من رأيه

وخيانة منه لخير أمين

ومن المدينة يوم أشخص شخصه

أبدى بطوس منه عهد خؤون

وغدا يفكر كيف يورده الردى

والأمر ممتنع عن التبيين

بالسيف أم بالسم يقتل غيلة

روح الوجود وعلة التكوين

وأراد أن يقضي الرضا والناس لا

تدري أصيب بأي سهم منون

فصبا إليه ولم يزل في نطقه

بالنصح يمزج قسوة في اللين

ويرد حيا عنه يدفن بالفنا

من داء حقد في الضلوع دفين

فلو استطاع نفاه عن أوطانه

وله أعد سلاسل المسجون

ما انفك يرقب بابن موسى فرصة

بالغدر خالية عن التعيين

فاغتال ليث الغيل من يردي الردى

ولديه يخضع كل ليث عرين

فرأى الرضا كيد العدو كما رأى

موسى بن جعفر من يدي هرون

لكن أبي في جسر دجلة جسمه

يلقى رهين السجن بضع سنين

هذا ابن موسى من تقرب باسمه

موسى بجنب الطور من سينين

في السجن خلده الرشيد ولم يخف

يوم القيامة من لظى سجين

وبنهجه المأمون جد به السرى

من فوق حرف للضلال أمون

فقفا بسعي البغي إثر أب له

يا بئس آباء لشر بنين

لا زال حكم الجور ينقل فيهم

من كف ملعون إلى ملعون

لما محوا آثار سنة أحمد

ضربوا بنيه بصارم مسنون

وأتو بسيدهم إلى الحسن الرضا

وبملكهم تركوه كالمرهون

قتلوا به الدين الحنيف وأرغموا

أنف الهداية شامخ العرنين

صفرت من الإسلام كف بعده

إذ كان أكبر ناصر ومعين

ندب له ندب الوجود بأسره

والكون بات بحرقة وأنين

قد كان كهفا للطريد وملجأ ال

عافي وكنز البائس المسكين

هتفت له السبع المثاني والملا

تبكي إماما من بني ياسين

ويحق للملكوت تلبس جسمه

ثوبا عليه كآبة المحزون

لا بدع إن ندبت ملائكة السما

لنفاد كنز للهدى مخزون

ودعته يوم مضى العلي ابن الذي

قد كان إنسانا لضوء عيوني

قد كان جوهرة بعقد طلا الهدى

قد أرخصت بالسوم كل ثمين

من نور طلعته إذا اعتكر الدجى

أفق السماء ينير بالتزيين

حلب الوجود دما شؤون عيونه

فأراقه لغنى عظيم شؤون

خطب أذاب من الزمان جنانه

وأشاب حزنا رأس كل جنين

وعرى جميع المسلمين بفقده

وسم المذلة فوق كل جبين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد المحسن الحويزي

avatar

عبد المحسن الحويزي

العراق

poet-Abdul Mohsen_Al-Huwaizi@

56

قصيدة

2

الاقتباسات

0

متابعين

الشيخ عبد المحسن الحويزي (الخياط) هو عالم وأديب وشاعر، وُلِد في النجف الأشرف سنة 1287 هـ / 1870 م. يعود لقب "الحويزي" إلى جده الأعلى يوسف الذي هاجر من الحويزة ...

المزيد عن عبد المحسن الحويزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة