الديوان » مصر » محمد عبد المطلب » وداع ابن الإمام إلى أرض السودان

عدد الابيات : 54

طباعة

بَيْنَ صَحْبٍ نَأَوْا وَوَجْدٍ مُقِيمْ

بَرَحَ البَيْنُ بِالفُؤَادِ الكَلِيمِ

وَغَدَاةَ النَّوَى عَدِمْتُ رَشَادِي

بَيْنَ صَبْرٍ فَانٍ وَجِسْمٍ سَقِيمِ

لَا تَلُمْنِي إِذَا جَرَى دَمْعُ عَيْنِي

بَعْدَهُمْ فَالمُشَوَّقُ غَيْرُ مَلُومِ

جِيرَتِي بِنْتُمْ فَأَصْبَحَ سَقْمِي

بِيَدِ الشَّوْقِ مَقْعَدِي وَمُقِيمِي

لَا وَعَهْدٍ عَلَيْهِ عَقْدُ ضَمِيرِي

بِيَدِ الوُدِّ وَالوَلَاءِ القَدِيمِ

مَا رَضِيتُ الفِرَاقَ لَوْلَا مَرَامٌ

هُنَّ عِندَ العُلَا مَرَامُ الكَرِيمِ

رُبَّ بَيْنٍ يُرَامُ بِهِ غَرَضُ المَجْ

دِ أَخُو العَزْمِ فَوْقَ أُمِّ النُّجُومِ

هَكَذَا سُنَّةُ المَعَالِي قَدِيمًا

لَيْسَ يَدْنُو مَنَالُهَا لِلمُقِيمِ

وَأَخُو الهِمَّةِ الجَسِيمَةِ لَا يَسْ

كُنْ إِلَّا لِكُلِّ قَصْدٍ جَسِيمِ

فَهُوَ بِالصِّينِ تَارَةً يَخْطُبُ العِزْ

زَ وَطَوْرًا يَرْمِي بِلَادَ الرُّومِ

يَسْتَوِي النَّاسُ وَالبِلَادُ لَدَيْهِ

أَيْنَمَا سَارَ وَالدُّجَى بِالصَّرِيمِ

وَكَذَاكَ اسْتَوَتْ لَدَى ابْنِ عَلِيٍّ

صَالِحِ الرَّيِّ مِصْرُ بِالخُرْطُومِ

الفَتَى ابْنُ الإِمَامِ مَا لِأَبِيهِ

فِي المَعَالِي وَجَدُّهُ مِنْ قَسِيمِ

حَسْبُهُ حَسْبُهُ فَخَارًا وَمَجْدًا

نِسْبَةُ الفَضْلِ لِلنَّبِيِّ الكَرِيمِ

يَا ابْنَ بِنْتِ النَّبِيِّ حُبُّكَ فِينَا

سُنَّةُ الدِّينِ وَالكِتَابِ الحَكِيمِ

رَحْمَةُ اللَهِ آيَةٌ فِيكُمْ تُتْ

لَى عَلَى النَّاسِ فِي الكَلَامِ القَدِيمِ

فَعَزِيزٌ عَلَى رِفَاقِكَ مَنْآ

كَ وَلَكِنْ حُكْمُ العَزِيزِ العَلِيمِ

سِرْ كَمَا شِئْتَ فِي طِلَابِ المَعَالِي

لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ العُلَا بِمَلُومِ

أَمْرُ اللَهِ بِالمَسِيرِ فَلَبَّى

قَبْلَنَا مَعْشَرٌ كِبَارُ العَزِيمِ

نَشَرُوا الفَضْلَ آتَوُا العَدْلَ أَجْلَوْا

ظُلْمَ الجَهْلِ بَعْدَ نَشْرِ العُلُومِ

ضَرَبُوا فِي جَوَانِبِ الأَرْضِ حَتَّى

جَمَعُوا بَيْنَ فَارِسٍ وَالرُّومِ

فَنَجَتْ فَارِسٌ بِإِحْكَامِ سَعْدٍ

وَابْنِ قَيْسٍ مِنْ شَرِّ مَلِكٍ عَقِيمِ

وَسَقَى خَالِدٌ وَعَامِرٌ الرُّو

مَ كُؤُوسًا مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ

فَأَزَالَا مُلْكَهُ إِذْ كَانَ عَلَى

الرُّومِ دَاءُ ذُلٍّ وَخِيمِ

وَأَتَى مِصْرَ بِالسَّعَادَةِ عَمْرٌو

وَهْيَ تَعْشُو فِي لَيْلِ جَوْرٍ بَهِيمِ

فَهْيَ مِنْ بَعْدِهِ مَعَادِنُ تِبْرٍ

تَهَبُ الخَيْرَ وَالغِنَى لِلعَدِيمِ

ثُمَّ أَلْقَى بِالغَرْبِ مُوسَى عَصَا الدِّي

نِ وَأَهْلُوهُ فِي ضَلَالٍ قَدِيمِ

فَنَرَى الغَرْبَ بِالحَضَارَةِ يَزْهُو

فِي زُرُوعٍ مُخْضَلَّةٍ وَكُرُومِ

وَبِمَوْلَاهُ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ

ضَرَبَ البَحْرَ لِلفَرَنْجَةِ يَوْمِ

فِي دَيَامِيمَ قَفْرَةٍ وَبِلَادٍ

بِيَدِ الجَهْلِ أَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ

وَأَتَى بَعْدَهُ كِرَامٌ كَسَوْهَا

حُلَلَ العِلْمِ فَازْدَهَتْ كَالنُّجُومِ

وَغَدَتْ رَوْضَةً تَضُوعُ وَرِيَّا

شَذَاهَا كَالمِسْكِ عِندَ الشَّمِيمِ

وَأَفَاضَتْ نُورَ العُلُومِ عَلَيْهَا

فَضَلَلْنَا عَنِ الطَّرِيقِ القَوِيمِ

رَبَّ إِنَّا عَنْ دِينِنَا قَدْ غَفَلْنَا

فَلَوَيْنَا عَنْ نَهْجِهِ المُسْتَقِيمِ

رَبَّ إِنَّ العِبَادَ قَدْ سَبَقُونَا

لِذُرَى العِزِّ وَالمَقَامِ الكَرِيمِ

فِي جَمِيعِ البِلَادِ سَارُوا فَصَارُوا

سَادَةَ النَّاسِ بَعْدَ مَوْتِ الحُلُومِ

وَرَضِينَا مِنْ أَمْرِنَا بِحَيَاةٍ

قَدْ قَنِعْنَا فِيهَا بِعَيْشِ العَدِيمِ

وَأَلِفْنَا الهُمُودَ حَتَّى رَمَتْنَا

إِحَنُ الدَّهْرِ بِالبَلَاءِ العَمِيمِ

يَا بَنِي النِّيلِ تِلْكُمُ الأَرْضُ تَدْعُو

كُمْ لِعُمْرَانِهَا بِصَوْتٍ رَخِيمِ

فَانْفِرُوا فَانْفِرُوا إِلَيْهَا خِفَافًا

نَحْنُ أَوْلَى بِذَاكَ مِنْ كُلِّ رُومِي

أَنْتَ اليَوْمَ فِي وَدَاعِ كَرِيمٍ

سَارَ طَوْعًا لَهَا بِقَلْبٍ عَزُومِ

لَمْ يَفُتْهُ فِي دَارِهِ عَيْشُ عِزٍّ

فَهْوَ يَسْعَى لَهَا نَجَاءَ المُضِيمِ

لَا وَلَا عِزُّهُ مِنَ العَيْشِ نَعْمَى

فَهْوَ يَرْمِي لَهَا رَجَاءَ النَّعِيمِ

لَا وَلَا بَيْنَنَا يَخَافُ هُمُومًا

فَهْوَ يَنْجُو حَذَرًا تِلْكَ الهُمُومِ

بَلْ هُوَ الجِدُّ وَالعَزِيمَةُ تَدْعُو

هُ لِحَظٍّ مِنَ المَعَالِي عَظِيمِ

وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا

لَمْ يَخَفْ أَهْلُهَا عَنَاءَ الجُسُومِ

فَاغْلُ يَا ابْنَ الكِرَامِ غَيْرَ مَلُولٍ

فِي طِلَابِ الفَخَارِ غَيْرَ مَلُومِ

إِنَّمَا أَنْتَ لِلدَّرَاغِمِ شِبْلٌ

وَحِمَى الشِّبْلِ أَنْ يُقَاسَ بِرِيمِ

لَا تُرَعْكَ النَّوَى وَلَا نَأْيُ دَارٍ

عَنْ حَبِيبٍ مِنَ الرِّفَاقِ كَرِيمِ

لَيْسَ فِي شِرْعَةِ البُخَارِ بَعِيدٌ

مِنْ فَيَافٍ مَجْهُولَةٍ أَوْ تُخُومِ

وَمِنَ الكَهْرَبَاءِ فِي كُلِّ وَادٍ

لَكَ نَجْوَى مَعَ الصَّدِيقِ الحَمِيمِ

تَنْشُرُ الكُتْبَ قَبْلَ طَرْفَةِ عَيْنٍ

فِي البَرَايَا أَوْ خَطْرَةٍ مِنْ نَسِيمِ

سِرْ مَعَ اللَهِ آمِنًا كُلَّ سُوءٍ

مِنْ زَمَانٍ أَوْ مِنْ عَدُوٍّ غَشُومِ

فِي حِجَابٍ مِنْ حِفْظِ رَبِّكَ يَكْفِـ

ـ كَ مَدَى الدَّهْرِ كَيْدَ كُلِّ رَجِيمِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد المطلب

avatar

محمد عبد المطلب

مصر

poet-Mohamed-Abdelmuttalib@

129

قصيدة

17

الاقتباسات

4

متابعين

محمد عبد المطلب (1870–1931) م. هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن فزاع بن علي بن أبي خير الجهني، من عشيرة أبي الخير من ...

المزيد عن محمد عبد المطلب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة