الديوان » مصر » محمد عبد المطلب » دعته العلا أن الثواء من الوهن

عدد الابيات : 41

طباعة

دعته العلا أن الثواء من الوهن

فأسلم أرسان الركاب إلى الظعن

وأرسلها في ذمة الشوق فانبرت

صوادي تنسيها المنى حلب المزن

جرى طيرها باليمن فانبعثت له

بآمال أهل النيل تجري على اليمن

مع اللَه وفد النيل إذ أقلعت به

إلى غرض الأغراض ناجية السفن

غداة استقل الوفد والنيل مشفق

على وفده إشفاق والدةٍ بابن

علينا دماء البدن إن عاد بالمنى

وهينق على استقلال مصر دم البدن

فسل مصر بعد الوفد هل نام ليله

بها نائمٌ أو قر جفنٌ على جفن

تخاف على أبنائها كيد غادر

متى يلق باباً للمكيدة لا يأني

إذا ما بنى بالوعد بيتاً لحاجة

تثعلب حتى يهدم الخلف ما يبني

قضى زمناً في مصر ما شهدت له

بشيءٍ سوى لوم السياسة والأفن

وقى اللَه وفد النيل من غدراته

فأصبح في دار العدالة والأمن

كأني بسعدٍ في طليعة صحبه

بباريس يسعى في الحدائق والبثن

ويلقى على النظار من لفتاته

تباريخ أشحاء دمين من الحزن

ويذهله عن حسن باريس همه

فيذهل عن أم العواصم والمدن

أباريس لولا ما بنا ما تقاصرت

نواظرنا عما حويت من الحسن

لقد شغلتنا عن جمالك أنة

بمصر علت بين السهلوة والحزن

جرت بين أطباق السحاب تحثها

قلوب سقاها الجور من مائه الأجن

أإدريس إنا وفدها فيك نازلاً

كبير الأماني راجح الحق في الوزن

حجة أجلى من الصبح ضوءها

وألسنةٌ صدق سلمن من اللسن

أإدريس إن كانت لضيفٍ كرامة

لديك فضيف النيل أبلغ من يثني

أإدريس إن تدني العدالة وافداً

عليك فأهل النيل أكرم من تدنى

أإدريس كم للنيل عندك من يد

تناقلها التاريخ قرناً إلى قرن

ومن شكرها أن تعرفوا حق أهله

وإلا تسوموا وفده صفقة الغبن

حرامٌ عليكم أن يراق به دم

حرامٌ وأنتم قادرون على الحقن

فيا أمراء الغرب دعوة مسمع

يصرح في رفع الشكاة ولا يكنى

فوا حلفكم عما جرى في ديارنا

وما جرحوا مما يشين وما يضنى

فما هذه الغارات يعلو صريخها

مؤججةً هذي تروع وذي تفنى

وما هذه الأجساد في كل بلدةٍ

مصرعةً فوق التراب بلا دفن

نعم طفح الخزان من دم أهله

فثم دم في الثغر يربي على الخزن

على الحرب فيما بينكم جف عودها

فما بالها في مصر ناضرة الغصن

على غير ما ذنبٍ جنينا فما لنا

نسام الدنايا لم نحارب ولم نجن

فيا عجباً شعب يساق بأرضه

أسيراً إلى دار المذلة والسجن

ملوك الورى لن يترك النيل حقه

ولو مزقونا بالمثقفة اللدن

ملوك الورى لن يترك النيل حقه

ولو طحنوه بالمقذفة الدكن

ظننا بهم خيراً من الدهر حقبةً

فكانت قصارانا بهم خيبة الظن

صبرنا وأشهدنا الأنام عليهم

إلى أن رامونا بالمهانة والجبن

ثلاثين عاماً بعدما سبعة خلت

طوال الليالي السود حالكة الدجن

عواصف بأس ينشد النيل تحتها

نقمت الرضا حتى على ضاحك المزن

سقونا بها مرّاً من العيش آجنا

ويا ليتهم لم يرهقوا الناس بالمن

فإن تنصفوا أبناء مصر فيمنة

لكم أبداً نثني عليها بما نثني

وإلّا رددناها عليهم كريهةً

وللدهر شأن لا يقاس على شأن

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عبد المطلب

avatar

محمد عبد المطلب

مصر

poet-Mohamed-Abdelmuttalib@

129

قصيدة

17

الاقتباسات

4

متابعين

محمد عبد المطلب (1870–1931) م. هو محمد بن عبد المطلب بن واصل بن بكر بن بخيت بن حارس بن فزاع بن علي بن أبي خير الجهني، من عشيرة أبي الخير من ...

المزيد عن محمد عبد المطلب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة