الديوان » العصر العثماني » الأمير الصنعاني » إلي أحاديث الصبابة تسند

عدد الابيات : 46

طباعة

إليَّ أحاديث الصبابة تُسْنَدُ

وَعَنِّي رُوَاةُ الحب في الوجد أسندوا

ومرسل دمعي قد رووه لأنه

لما أرسلوه من غَرَامِيَ يشهد

وكم أخذ العشاق من نار صَبْوَتِي

وكم وردوا من نهر دمعي وأوردوا

ولي في الهوى العذريِّ أرفع برتبةٍ

إلى مثلها أهل الصبابة تَقْصِدُ

هنيئاً لأحبابي تنام جفونهم

وجفني إذا جن الظلام المهَّسدُ

أُقلِّب أجفاني فلا الليل ينقضي

ولا النوم يأتيني ولا الدمع يَنْفَدُ

فيا دار أوطاني ومنزل صَبْوَتِي

ومَرْبَع أُنْسِي هل بك الدهر يسعد

وهل لي بأحبابي وسكان مهجتي

وقرة أجفاني وصالٌ يجدد

ويا نسمة الروض التي عبرت ضحى

فرقَّصتِ الأغصان فهي تأوَّد

قفي فاحملي عني تحية وامق

إلى جيرة بالبعد جاروا فأبعدوا

ويا برق خذ من نار وَجْدِي جَذْوَةً

وَزُرْ أرض من تَهْوَى لعلك تسعد

وقف بأزال سائلاً عن منازلي

فقد كان لي فيها عهاد ومعهد

بعيشك قَبِّلْ كَفَّ أفضلَ عالمٍ

ومن هو بحر للمعارف يورَدُ

ومَنْ كأُوَيْس في تُقاه وزهده

ومثل إياس في الذكا يتوقد

ومن هو نور في المساجد ساطع

إذا قام ليلاً خاشعاً يتهجد

فتلك بيوت اللّه تزهو بنوره

وهذا هو الفخر الذي يتأبَّد

كما أشرقت نوراً بِدُرِّ نِظَامِه

شهارة بل كادت لما قل تُنْشِدُ

أعاد لها عصر الشَّباب بمدحها

وذكرها إذ كان فيها المؤيد

أمام الهدى من شيد العلم والْعُلَى

وخلَّف أبناءً لما شاد شَيَّدُوا

قد أشرف الإِسلام أحيا مآثراً

بها بين أرباب الفضائل يحمد

كريم لطيف حَالَفَ الجود والنَّدَى

فليس له نِدٌّ من الناس يوجَد

كذا كعبة للفضل نحو فنائه

يحج جميع العارفين ويقصدوا

أتيت إليه لا أريد إقامة

فقيَّدَني إحسانه المتعدد

إلى أن تناسيتُ الرحيل وصرت في

رُبَاهُ لتَدريس المعارف أقْصِدُ

وذكَّرنِي صنعا وما كنتُ ناسياً

رباه ولكن لوعة تتجدد

أينسى الفتى أوطانه ودياره

إذاً فهو من بين العوالم جَلْمَدُ

قطعتُ بها عصر الشباب مدرساً

بها كل فَنٍّ والمدارس تشهد

وقد كان طرف الدهر وَسْنانَ نائماً

ونحن بروضات اللوا نتردد

وكان لنا فيما يزيد مساعداً

ويا حبذا دهر بما شئت يسعد

فما باله أبدى الجفاء لمغرم

أحسداً له فالدهر قد قيل يحسد

أبعد سكوني حرَّكْتِني عوامل

وبعد اجتماعي بالأحبة أُفْرَدُ

عجبتُ لِسَعْيِ الدهر بيني وبينهم

إلى مَ أراهم يُتْهِمُون وَأُنْجِدُ

إذا ما قربنا منهم أقبل النوى

يُبَعِّدُنا عن دارهم ويشرد

فقل لاجتماع الشمل سقياً لعصره

وحقَّ له مني الثناءُ المخلَّدُ

ويا دَهِرِيَ الجافي أما منك عَطْفَةٌ

يفوز بها الصبُّ الغريب المشرَّدُ

ويا دمْعِي الهتانَ هل أنت مقلع

ويا نوم أجفاني أما لك موعد

ويا قلبي الولهان صبراً فإنه

إذا لم يكن صبر فأين التجلُّدُ

ويا من أقاموا في الفؤاد ترفَّقوا

بنا ولنا بالكتب منكم تعهدُّوا

ولا تتركونا من نِظامِكُمُ الذي

بأمثاله جيد الزمان يقلِّد

لقد سرني إذ قلت فيه بأنني

حويت الذي أمَّلْتُ لا زلت ترشد

وذكرني ما كنت من قبل قائلاً

بنظم له الأفواه تملى وتنشد

وإني لأرجو أن تفوز بنيله

وتدرك مجداً ذكره يتخلد

وكل الذي أدركتُ أو أنا مدرك

بفضلك ما لي فيه فضل ولا يَدُ

فما زلتَ تدعوني لكل فضيلة

وما زلتَ تدعو لي الإِله وتحمد

ودونك نظماً طال لفظاً وإنه

لتقصير منشيه بذلك يشهد

عليك سلام بعد طه وآله

على رَبْعِكم في كل حين يُردَّدُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الأمير الصنعاني

avatar

الأمير الصنعاني حساب موثق

العصر العثماني

poet-alamer-alsnaani@

433

قصيدة

1

الاقتباسات

56

متابعين

محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين المعروف كأسلافه بالأمير. مجتهد من بيت الإمامة في اليمن، يلقب (المؤيد بالله) ابن المتوكل على الله. ...

المزيد عن الأمير الصنعاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة